الشرق الأوسط اللندنية في حوار طويل مع الشاعر الراحل الجميل محمود درويش سألته المحاورة سؤالا لم يخطر على باله حيث قالت له: كيف تخبر امرأة تحبها أنك لم تعد ترغب في لقائها؟ رد درويش على سؤالها باستغراب: وهل أنت من جمعية الدفاع عن حقوق الحبيبات؟ كان الشاعر الراحل يسخر من السؤال رغم أنه يعرف أن للحبيبات في كل الدنيا حقوقا بالفعل، وهي حقوق كثيرة وليست هينة كما يتصور الكثير من الرجال. لا أستطيع التحدث عن حقوق الحبيبات كاملة أولا، ثم إن المهمة صعبة بحيث من المستحيل إحصاء تلك الحقوق التي ربما تزيد على حقوق المحبين من الرجال. غير أن الحب عموما هو من أكثر المشاعر الجميلة في الحياة يجب أن تكون به قوائم طويلة وعريضة من الحقوق والواجبات. لكني أحاول اليوم. فقد وجدت أن من أهم الحقوق هي تلك المشاعر المعروفة والتي تبدأ بمنح المرأة الكثير من المودة والحنان والاهتمام الذي لا ينتهي. فلا حب بلا حنان ولا مودة، بل إن الحب أساسه تلك المشاعر الجميلة. والمحبون عموما لا يرضيهم شيء سوى الاهتمام بهم، وهذا يعني الاهتمام بشؤون دنياهم، والاهتمام بكل ما يقومون به في الحياة من عمل وغير ذلك. وأيضا هناك الكلام الجميل الذي تنتظره المرأة من حبيبها كل يوم وإذا استطاع ففي كل ساعة! وتحتاج الحبيبات كذلك إلى العطف الكثير والمشاركة في العواطف والوجدان خاصة في هذه الحياة القاسية والسريعة. وتريد الحبيبات ممن يحبونهن أن يقدموا لهن كل العطاء الذي في استطاعتهم إعطاءه لهن. ولا تنسى الحبيبات أنهن يرغبن في رجال كرماء لا يعرفون البخل على الإطلاق. إنهن يرغبن في كل أنواع الكرم المادي والعاطفي والنفسي عموما. فالبخيل ماديا هو أيضا بخيل عاطفيا والعكس صحيح. وعلى الرجل اليوم أن يفهم أن تلك حقوق مشروعة، بل ربما تكاد تكون من حقوق الإنسان الأساسية، وعليه فهو لا يستطيع التهرب منها إن حقق بعضها وترك غيرها على حسب رغبته، بل من الواجب إنجازها وبأفضل شكل ونوع. لن أقف مع الحبيبات كثيرا اليوم، ولكن الرجال يحتاجون إلى تلك الحقوق أيضا، أو للكثير منها أو لبعضها على أقل تقدير. فهم محبون أيضا ويكافحون في الحياة من أجل حقوق كل البشر سواء كانت في الحب أو العمل أو المعيشة وغير ذلك. الحب له حقوق: شكرا، لقد فهمنا!