خبر إسلام الهولندي المتطرف ارناود دورن أحد منتجي فيلم "الفتنة" وزيارته لمكة للعمرة كان الخبر الأبرز الأسبوع الماضي. هذا الخبر الذي نشر على استحياء وبهدوء لا يتوازى مع الصخب والعنف الذي صاحب خبر إنتاج فيلمه "الفتنة" لم يكن مهماً لوسائل إعلامية عربية كثيرة كانت لها اليد الطولى في إثارة وتهييج الشارع العربي والإسلامي وبصورة عنيفة حين عرض فيلمه قبل سنوات، بل إن بعض تلك القنوات والمواقع الإلكترونية لم تعر خبر إسلامه أي اهتمام. هذا التجاهل للخبر يؤكد على حقيقة أن بعض وسائل الإعلام لا تجيد سوى إثارة الفتن ونشر ثقافة الكراهية والحقد ولا تحتفي إلا بما يثير الشارع ويعطي انطباعاً بأن المسلم والعربي إنسان دموي وعنيف. تخيل لو أن القنوات التي هاجت وثارت استقبلت الخبر بما يتناسب وتسابقت على استضافة المنتج الهولندي لمعرفة الأسباب الحقيقية التي جعلته يعتنق الإسلام بالتأكيد سيكون ذلك دليلاً واضحاً وجلياً على سماحة الإسلام ورفقه بالبشر، وأن ما حدث من عنف وفوضى لا يعبران عن الإسلام الحقيقي. إن اعتناق المنتج الهولندي الإسلام عبر بوابة علماء كندا أكد على حقيقة غياب كثير من دعاتنا عن أدوارهم الحقيقية وتفرغهم لتلميع أنفسهم عبر خروجهم بكامل أناقتهم في الفضائيات المختلفة يتحدثون عن أمور هامشية ومزعجة للكثيرين. لو أن أحد هؤلاء كان له دور في هداية ارنادو للإسلام كيف سيكون الأمر؟.. بالتأكيد سيملأ الدنيا ضجيجاً ويشغل الناس ويصبح من عظماء التاريخ الإسلامي ولجيش القنوات الفضائية ووسائل الإعلام بمختلف اتجاهاتها لتناول الحدث العظيم والدور الكبير الذي قام به، ولكن من فضل الله على الهولندي أن دخل إلى الإسلام بواسطة العلماء المسلمين في كندا.. ليترك دعاة تويتر والفضائيات منهمكين في البحث عن مصادر تدر لهم المال والشعبية بدون مجهود!