بعض الغاضبين بيننا على نجدت إنزور وفيلمه القادم «ملك الرمال» نسوا أنهم -حتى الأمس القريب- فضلوه على القريب وأنزلوه منزلة لم يحظ بثلثها كل المنتجين والمخرجين في الخليج. قلنا مرة بعد أخرى إن خير الاستثمارات خليجياً هي تلك التي تستثمر في أبناء بلداننا من مثقفين ومبدعين، وأن شراء «الوفاء» عبر المشروعات الضخمة التي تمنح لأمثال نجدت إنزور سيتحول إلى عداء في أقرب فرصة. في الخليج اليوم قامات إبداعية مبهرة في الطب والعلوم والإعلام والفنون. وفي الإعلام خصوصاً، تقود المؤسسات الإعلامية الخليجية مشهد الإعلام العربي. لكن كثيرها تصنع نجومها من خارج حدودها. وما زال بعض جماعتنا «مغرز» في الثمانينات من القرن الماضي حينما كانت المجلات اللبنانية وبعض الإصدارات من لندن تتسيد المشهد. تغيرت المعادلة في العشرين سنة الماضية وأصبحت بلدان الخليج مؤثرة في الإعلام وصناعة الرأي العام العربي. لكن مؤسساتنا الإعلامية ما تزال أسيرة لفكرة قديمة مفادها أن الإعلامي الناجح هو من يرتدي ربطة العنق ويتحدث لهجة غير الخليجية. وفي بعض فعالياتنا ومنتدياتنا الإعلامية ترى المنظمين -من بني جلدتنا- أسرى لحالة «الانبهار» بأسماء عربية من مدرسة عفى عليها الزمن ، لا تعيش اليوم ولا تجيد لغته. ومع ذلك تعطى المنصات الرئيسة والصفوف الأمامية. هذه ليست دعوة لإقصاء القدرات الإعلامية المهنية من خارج دول الخليج. لا أبداً. لكنها دعوة أن تعطى المواهب والقدرات المبدعة من بلداننا فرصتها للتألق والتميز. كم من موهبة إعلامية وفنية في منطقتنا دفنها الإهمال وتفضيل البعيد على القريب؟ الرهان الحقيقي هو على قدرات أهل البلد. والاستثمار الحقيقي هو في شباب الوطن. ونجوم الخليج، في الإعلام والفنون وغيرها، كسب كثيرهم ثقة وتقديراً في الخارج بينما يجد الإهمال والتجاهل في الداخل. أم إن زامر الحي، عندنا، لا يطرب؟