الهجوم الإعلامي على المملكة والإعلام السعودي من المخرج السوري نجدت أنزور ليس له ما يسوغه لعدة اعتبارات، من أهمها: أن المسلسل الذي يتحدث عنه والذي غضب من عدم شراء قناة MBC له وهو "ما ملكت أيمانكم" ليس بذلك العمل الخرافي والمبهر، بل هو مجرد عمل عادي جداً، شأنه شأن معظم اعمال نجدت الأخيرة، التي لم تكن بمستوى أعماله الأولى التي وضعت له بصمة في عالم الدراما السورية. مشكلة أنزور وغيره من المخرجين أو الفنانين العرب، أنهم يعتقدون أننا - الخليجيين - لا نفهم وأننا مجرد "صرّاف آلي" يدفع من دون أن يعي لماذا يدفع، ولمن يدفع، إنهم يرون أنفسهم أوصياء علينا، فهم الذين يقررون ماذا نشاهد أو نسمع ونحن علينا الدفع فقط. حين بدأ أنزور في العمل الدرامي وأخرج أعماله الأولى، كان المال الخليجي، والمشاهد السعودي تحديداً، من ساهم في صنع نجوميته؛ مع أن المشاهد كان يعي تماماً أن ما يشاهده مجرد خداع بصري وليس إبداعاً فنياً خلاّقاً. والمال الخليجي أيضاً هو الذي أنتج عدة أعمال لأنزور، وخرجت في النهاية مجرد أعمال سطحية، كان يتعامل بها على أنها مصنوعة للمشاهد الخليجي، الذي لا يفهم ولا يعي ماذا يشاهد، وبالتالي فشلت تلك الأعمال برغم النجوم الكبار الذين تعامل معهم، كالفنان الكبير حسين عبدالرضا. وكان لنجدت مع البلد التي هاجمها، وهي المملكة، عدة تجارب، فقد كلف بعمل يتناول الإرهاب الذي كانت المملكة تعانيه تلك الأيام "حور العين" وخرج العمل ممسوخاً بلا مضمون، ولا تشويق، مجرد سرد مباشر وحوار ممل، بل حتى الحدث الدرامي خرج عن الخط المرسوم. وعرف عندها المشاهد السعودي أن أنزور مجرد فقاعة تلاشت مع أول عمل حقيقي أسند له، وأن اعتماده على الرؤية والكاميرا أكثر من اعتماده على الإبداع والفكر. وبرغم الفشل الكبير لنجدت في "حور العين" إلا أنه كلف بإخراج أهم حدث ثقافي في المملكة وهو أوبريت مهرجان الجنادرية الذي أخرجه في دورتين كان في إحداهما هو المنتج الفني، وأيضاً لم تكن تلك الأعمال بالصورة التي كان المتابع يتوقعها. وبعد كل تلك التجارب والدعم غير المحدود من وطننا وقيادته لنجدت، يخرج على الملأ ويتجرأ على السعودية ويتهمها بأنها وإعلامها تريد أن تملي شروطها على الأعمال الدرامية، وإن كنت شخصياً لا أرى أن ما تفوه به أنزور تهمة بقدر ما هو تأكيد على أن المواطن السعودي والإعلام السعودي أصبح يعي تماماً مع من يتعامل وكيف يتعامل وأن الإعلام السعودي أصبح له من التطور والوعي والإمكانات ما يجعله يعرف كيف يقيم الأعمال ويكيفها حسب الرؤية المناسبة لبيئته ومجتمعه. مشكلتنا الكبيرة في المملكة أننا نحن من نصنع النجوم، ونستمر في تسمينهم حتى ينقلبوا علينا متى ما انكشفت حقائقهم لدينا، ونجدت أنزور أحدهم ممن تنعم من خير هذا البلد ولم يقل شكراً بل تهجم وتجنى..