ها أنا أجلس أمامك متربعاً للمرة للخامسة، وها أنت لا تزال تحاول إقناعي بأن المرأة تشبه السلك المكشوف ها أنا أجلس أمامك متربعاً للمرة للخامسة، وها أنت لا تزال تحاول إقناعي بأن المرأة تشبه السلك المكشوف، والحلاوة المغلفة بل والقنبلة الموقوتة، وأنها - أي زميلتنا بالمجتمع المرأة - إن تركنا لها الحبل على الغارب فإنها تُفسد وتَفسد، أي أن نصف هذا المجتمع سيخرب، ونصفه الآخر سيخرب بسبب النصف الأول، لتصبح النتيجة مجتمعا متعفنا، ثم نموت ولا يبقى أحد.. أليس هذا ما ستقوله لي مرة أخرى؟ هزّ رأسه واثقاً ثم قال: بالضبط، ما لا تعلمه أيها المتثيقف أنك بكل مرة نتناقش فيها فإن امرأة ما بمكان آخر، ولأنها تخلت عن الضوابط فإنها في طور الميل وهو الطور الذي يسبق عملية الضياع، ذلك بسبب أننا لم نسهم بشيء فعلي لصد الهجمة، ودرء الفتنة، رغم كوننا رجالا مسؤولين عن كل نساء الوطن ومتكفلين بمراقبتهن وتحديد الأصلح لهن، لاسيما ونحن أعلم منهن وأكفأ، وهذا شيء بديهي لا أعتقد أننا سنتجادل به أيضاً. نعم، صحيح، أحياناً هناك امرأة بألف رجل، لكن هناك دائماً ثلث رجل يستطيع تلقائياً تحديد مستقبل ألف امرأة.. وهذا يوضح لك حجم رجولتنا، فبثلثنا نستطيع التحكم بالأمر، فكيف بنصفنا.. تبدو صامتاً، هل أفحمتك؟ بلى لقد أفحمتك، أليس كذلك؟ اعتدل بجلسته ثم أردف: هل ترضاها لأختك؟ قلت: عفواً؟ وما دخل أ.. قاطعني رنين هاتفه، نظر إلي وهو يقول بصوتٍ خفيض: عن إذنك "الأهل".. قلت له: أهلك بالرياض، يا أهلاً بهم. وقف مسرعاً: لا لا، الأهل يعني "العيال"، تبسمت: أيها الشرير منذ متى لديك أطفال وأنا لا أعلم، تأفف وهو يقول: العيال يعني ال..ال .. المدام، سئمت من حالة عدم الفهم السائدة بيننا، سأذهب الآن قبل أن أنام خارجاً الليلة.. ألتقيك لاحقاً.