توافدت جموع حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح هذا اليوم الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة الجاري الموافق 25 /11 /2009 على مشعر مِنى لقضاء يوم التروية بها اقتداءً بالهادي المصطفى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم. واقترن توافد مواكب ضيوف الرحمن تحفهم عناية الرحمن بالهدوء والسكينة وارتفعت أصواتهم بالتلبية "لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك " متجهين إلى الله قلبا وقالبا تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق -جل جلاله- وبذكره تعالى استجابة لأمر الحق في قوله تعالى "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق". ورصدت بعثة وكالة الأنباء السعودية في المشاعر المقدسة رحلة الحجيج في مرحلتها الأولى من التصعيد من مكة المكرّمة إلى مِنى التي تميزت باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة، بفضل الله تبارك وتعالى، ثم بفضل ما هيأته لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولى عهده الأمين، من إمكانات في مختلف المجالات، وفي مقدمتها شبكة الطرق السريعة الحديثة بما اشتملت عليه من أنفاق وجسور، خصص بعضها للمشاة والبعض الآخر للسيارات. وتابع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، عملية تصعيد الحجاج إلى مِنى. كما تابعها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج. ووجّه سمو النائب الثاني وزير الداخلية تعليماته للجهات المعنية ببذل أقصى الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف الرحمن أداء مناسكهم في مزيد من اليسر والأمن والأمان. ويسهم أفراد قوى الأمن في تعزيز جهود رجال المرور في تنظيم حركة التصعيد وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، يساندهم في ذلك أفراد الكشافة. ووفقاً لتقارير بعثة وكالة الأنباء السعودية الميدانية، فإن حركة السير تتسم بالسهولة واليسر بتوفيق الله -عز وجل- ثم بدقة التنظيم ورحابة الطرق التي تربط بين مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وتعددها واستخدام التقنية الحديثة في تصميمها. فيما سادت المرونة والإنسيابية الحركة المرورية في مكة المكرّمة رغم الكثافة الكبيرة التي تشهدها العاصمة المقدسة هذه الأيام من حجاج بيت الله الحرام، في حين يسّرت الطرق والأنفاق المخصصة للمشاة انسياباً ملحوظاً في الحركة المرورية . ورصد مندوبو وكالة الأنباء السعودية في المشاعر المقدسة في جولاتهم الميدانية بمشعر مِنى ما أسهمت به وسائل النقل الحديثة من دور في خدمة ضيوف الرحمن، فضلا عن سلامة المعلومات الإرشادية وتعاون الجهات المعنية في تقديمها للحاج بما يحقق راحته وخدمته على الوجه المطلوب. وحسب التقارير الأولية من مكة المكرّمة والمشاعر المقدسة، فإن عملية انتقال حجاج بيت الله الحرام تسير بدقة وانضباط ومرونة مع المتابعة المستمرة من جميع الأجهزة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن التي تسهم في تحقيق النجاح لخطة تصعيد الحجاج. ولوحظ توافر جميع الخدمات التموينية والصحية والإرشادية على مختلف الطرق المؤدية إلى مِنى. واكتملت في مِنى جميع الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن وفق ما هو مخطط له، فأقيمت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي، ومراكز هيئة الهلال الأحمر السعودي. كما أقيمت مراكز الاتصالات التي تربط الحاج بأهله وذويه في مختلف أنحاء العالم عبر الاتصالات الهاتفية والجوال والمكاتب البريدية. ولاحظ مندوبو (واس) توافر المياه بكميات كبيرة تفوق حاجة ضيوف الرحمن بواسطة الخزانات المنتشرة في مِنى وجميع أنحاء المشاعر.