دشنت صاحبة السمو الملكي الأميرة عريب بنت عبد الله بن عبد العزيزفي الرياض حملة التوعية الخاصة بالأطفال الخدج ( ناقصي النمو نتيجة الولادات المبكرة) في المملكة، والتي تستمر على مدى خمسة أشهر. وتهدف هذه الحملة لتوعية الآباء والأمهات حول الأخطار والمشاكل الصحية التي تواجه هؤلاء الأطفال عقب خروجهم من وحدات العناية المركزة وخصوصا مرض الالتهاب الرئوي التنفسي الفيروسي RSV. ونظرا لتزايد نسبة الولادات المبكرة خلال السنوات القليلة الماضية بدأت نسبة الأطفال الخدج في الارتفاع لتصل لنحو 7% عالميا في حين تبلغ النسبة في المملكة نحو 12%، ولهذا قررت الأممالمتحدة للمرة الأولى اعتبار يوم 17 نوفمبر من كل عام اليوم العالمي للأطفال الخدج. وفي هذا الصدد أوضحت الأميرة عريب بنت عبد الله في تصريح لها بمناسبة إطلاق الحملة أنه سيتم خلالها تنفيذ العديد من الفعاليات من بينها مسح مستقل لقياس مدى الوعي بشأن الأطفال الخدج وكيفية حمايتهم من المخاطر الصحية التي يتعرضون لها خصوصا مرض الالتهاب الرئوي الفيروسي RSV ، إذ سيتم المسح بمعرفة الطلبة في المدارس عبر استمارات توزع من خلالهم على أولياء أمورهم. وأشارت إلى أنه سيتم خلال الحملة أيضا عقد سلسلة ندوات للتوعية بالمرض في مناطق المملكة على مدى عدة أشهر بمشاركة أطباء متخصصين ، حيث تعقد أولى هذه الندوات في 25 يناير الجاري وسيتم فيها دعوة 500 من الآباء ممن لديهم أطفال خدج ،إضافة لتدشين موقع على الانترنت للتوعية عن المرض. وأكدت الأميرة عريب أن الرعاية المقدمة لهؤلاء الأطفال ناقصي النمو شهدت تحسنا كبيرا خلال السنوات الماضية عبر تطوير وحدات العناية المركزة المزودة بأحدث الأجهزة في المستشفيات والمراكز الصحية في المملكة ، بحيث أصبح مستوى الخدمة الصحية المقدم لهذه الفئة من الأطفال يقارب المستويات العالمية ، وهو ما أدى إلى تقليص نسبة الوفيات بين هؤلاء الأطفال إلى أقل من 5% سنويا. لكنها أشارت في المقابل إلى أن المشكلة التي تواجه هؤلاء الأطفال تكمن في نقص الوعي لدى الآباء والأمهات حول كيفية مواجهة المخاطر الصحية التي يتعرضون لها عقب خروجهم من المستشفيات تبعا لحالتهم الصحية ،وهو ما يتطلب تنظيم حملات توعية مستمرة واهتماما أكبر من الجهات الحكومية وخصوصا وزارة الصحة ووسائل الإعلام لزيادة الوعي بشأن الأطفال الخدج نظرا لتزايد نسبتهم خلال السنوات الأخيرة بسبب الولادات المبكرة والتي تصل حسب الإحصاءات المتوفرة في المملكة إلى نحو 12% من إجمالي عدد المواليد. وفي هذا السياق أوضح الدكتور سامح أبو زيد استشاري الأطفال حديثي الولادة بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض ، أن نسبة النقص في الوعي لدى الآباء والأمهات حول المخاطر الصحية التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال تصل على مستوى العالم إلى نحو 42% ، مشيرا إلى أن هذه النسبة على ما نعتقد تتجاوز في المملكة 50%. وأشار إلى أن من بين ابرز هذه المخاطر التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال مرض الالتهاب الرئوي التنفسي الناتج عن الإصابة بفيروس RSV والذي ينتشر عادة في فصل الشتاء، لافتا إلى أن الكثير من ذوي هؤلاء الأطفال يخلطون بينه وبين نزلات البرد العادية(الأنفلونزا) بسبب تشابه الكثير من الأعراض . من جهتها أشارت الدكتورة عبير مقداد استشارية الأطفال ناقصي النمو بمستشفى قوى الأمن بالرياض إلى أن الحملة ستركز على زيادة الوعي والتعليم للعائلات الذين لديهم أطفال ناقصي النمو، نتيجة الولادة المبكرة ، من خلال عقد لقاءات توعية دورية للآباء في الرياض، جدة ،الدمام، إضافة لنشر تقارير منتظمة من قبل متخصصين في وسائل الإعلام المختلفة حول سبل العناية بهؤلاء الأطفال. كما أشارت إلى أنه سيتم التركيز على التوعية أيضا من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي خصوصا في ظل التقارير الأخيرة التي تشير إلى أن مستخدمي الفيس بوك في المملكة تجاوز 4.5 مليون مستخدم ، وذلك من خلال إنشاء صفحات خاصة بالتوعية عن المرض . وأوضحت أنه سيتم أيضا توزيع 40ألف حافظة معلومات عن الأطفال الخدج ومرض الالتهاب الرئوي RSV على مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات لتعزيز دور مقدمي الخدمة الصحية في التوعية بالمرض، وكذلك إنشاء خط ساخن لتقديم المساعدة وتلقى شكاوى الآباء،وأيضا نشر ملصقات وإعلانات طرق ،وإعلانات توعية منتظمة في الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية تستمر على مدى عدة أشهر. وأكدت أهمية التوعية بمرض الالتهاب الرئوي الفيروسي RSV بالنسبة للأطفال الخدج ،حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة تعرض هؤلاء الأطفال للإصابة بهذا الفيروس تبلغ ضعف نسبة الإصابة به لدى الأطفال العاديين ، مشيرة إلى أن فيروس RSV مسئول عن (80%) من حالات الإصابة بالتهاب الرئوي عند الأطفال تحت سن الثالثة. في حين يصاب بهذا الفيروس 100% من الأطفال في السنة الأولى من العمر، ويمكن أن يؤدي لوفاة الطفل المصاب خلال الشهر الأول.