تدشن كريمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز صاحبة السمو الملكي الأميرة عريب بنت عبد الله بن عبد العزيز، الاثنين 16 يناير حملة توعية عن الأطفال الخدج ( الأطفال ناقصي النمو نتيجة الولادة المبكرة ) في المملكة، تتضمن العديد من الأنشطة التوعوية حول هذه الفئة من الأطفال بمشاركة أطباء متخصصين ، وتركز هذه الحملة التي تستمر على مدى عدة أشهر على إثارة المشاكل التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال وكيفية رعايتهم وذلك من خلال البرامج الصحية في القنوات التلفزيونية والإذاعية والصفحات المتخصصة في الصحف اليومية. وفي هذا السياق أكدت الدكتورة مى أبو السعود استشارية الأطفال بمستشفى الملك فهد العسكري بجدة على ضرورة زيادة الوعي لدى الآباء والأمهات بكيفية رعاية الأطفال الخدج في المملكة، خصوصا في ظل تزايد نسبة ولادة هؤلاء الأطفال على مستوى العالم خلال السنوات القليلة الماضية. وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية بدأت اعتبارا من العام الماضي 2011م تولي اهتماما أكبر بهذا الموضوع وخصصت للمرة الأولى يوم 17 نوفمبر من كل عام كيوم عالمي لرعاية الأطفال الخدج لزيادة الاهتمام بهم وبالمشاكل الصحية التي يواجهها هؤلاء الأطفال ،ولتسليط الضوء على كيفية العناية بهم. وأوضحت الدكتورة مى ابو السعود أن آخر الإحصاءات المتوافرة عن الأطفال الخدج في المملكة تشير إلى أنهم يشكلون من 7 إلى 12 % من إجمالي عدد المواليد الذي يبلغ سنويا نحو (574) ألف طفل ، في حين تبلغ هذه النسبة عالميا 7 %. وأشارت إلى أنه لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد الوفيات بين الأطفال الخدج فى المملكه حيث تتوقف نسبة الوفيات على عمر الطفل الخديج،ووزنه،فكلما قلت فتره الحمل عن 24 أسبوعا تزيد احتمالات الوفاة لتصل الى80 %، وكلما زاد ت فتره الحمل عن ذلك تقل نسبة الوفاة لتتراوح من 2-16% والوضع نفسه ينطبق على الوزن لمن هم أقل من 1500 جرام حيث تزيد نسبة الوفاة لهؤلاء بنفس المعدلات السابقة ، وتقل أيضا بنفس المعدلات كلما زاد الوزن عن ذلك. وأكدت أن ارتفاع مستوى الخدمات الصحية في المملكة خصوصا في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات والمراكز الصحية الرئيسية ساهم كثيرا في خفض نسبة الوفيات بين الأطفال الخدج بالمملكة لتكون قريبة جدا من النسب العالمية. وأوضحت أن تزايد نسبة الأطفال الخدج في الأعوام الماضية يعود للولادات المبكرة التي ترجع بدورها إلى عوامل متعددة من أبرزها الزواج المبكر،وصغر سن الزوجة،واستخدام منشطات التبويض،وحمل التوائم والولادات القيصرية،والعوامل الوراثية، وعوامل مرضية أخرى مثل ارتفاع سكر الدم،والضغط اثناء الحمل. وأشارت الدكتورة مى أبو السعود إلى أن من أبرز المشاكل الصحية التي تواجه الأطفال الخدج مرض الالتهابات الرئوية والذي قد يكون سببها الاصابه بفيروس RSV ،علما ان هدا الفيروس يكثر عادة في فصل الشتاء. وقد تؤدىالاصابه الى تدهور في وظائف التنفس مما يستدعى دخول الطفل الخديجى المصاب بهدا الفيروس الى المستشفى وفى بعض الحالات الى وحده العنايه المركزة. وشددت على أن الرضاعة الطبيعية للطفل الخديج من أهم العوامل التي تزيد من المناعة لديه، بل تزيد من نسبة الذكاء، كما تقلل كثيرامن المشاكل الصحية التي يمكن أن يتعرض لها وخصوصا الالتهابات الرئوية. وقال الدكتور " خافير كاربونيل استراني" رئيس الجمعية الدولية لطب ما قبل الولادة " إن أباء الأطفال الخدج يحتاجون لمعرفة متى يصبح طفلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى التنفسية التي تشكل خطرا كبيرا على الأطفال الخدج لذا فإن توفير المعلومات الكافية وتقديم الدعم اللازم لهؤلاء الآباء يمكن أن يساعدهم في التخلص من القلق والخوف ليحل محله الثقة وتحسين قدرتهم على إدارة مخاطر الإصابة بالعدوى التنفسية بفاعلية والتي تعتبر أمر في غاية الأهمية بعد اصطحابهم لطفلهم إلى المنزل عقب خروجه من وحدة حديثي الولادة. وأوضحت دراسة عالمية شملت 1300 أم على مستوى 13 دولة من دول العالم من بينها السعودية الحاجة الشديدة إلى زيادة الوعى لدى الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال خدج ، حيث بلغت نسبة نقص الوعي لدى الآباء والأمهات حول كيفية التعامل مع الأطفال الخدج نحو 42% على مستوى العالم. ووفقا للدراسة التي قامت بها منظمة الصحة العالمية لمناسبة اليوم العالمي للأطفال الخدج فإن المضاعفات الناتجة عن الولادة المبكرة يمكن أن تؤدي إلى وفاة الطفل خلال الشهر الأول من عمره، إذا لم يكن هناك وعي كاف في طريقة العناية به ،أو نقص في الإشراف الطبي.
وأوضحت الدراسة أن الأمهات يجب أن يكن على دراية كافية بالمخاطر الصحية الرئيسية التي تواجه الأطفال الخدج ، واشارت إلى أن نسبة 32% من النساء لا يدركون الموسم الذي يزيد فيه خطر الإصابة بالالتهابات الرئوية في بلدهم حيث أن الأطفال الخدج أكثر عرضة من الأطفال العاديين للإصابة بهذا المرض الذي ينتج عن فيروس RSV وهذا الأمر يشكل أهمية كبيرة حيث تبين أن معدل إصابة الأطفال الخدج ضعف معدل إصابة الأطفال العاديين علاوة على أن نسبة 40% من الأمهات الذين لديهم أطفال خدج ليس لديهم الدراية الكافية عن وسائل وقاية أطفالهم من العدوى ( الالتهابات) التنفسية.