كشفت صاحبة السمو الملكي الأميرة عريب بنت عبد الله بن عبدالعزيز أن المشكلة التي تواجه الأطفال الخدج في المملكة تكمن في نقص الوعي لدى الآباء والأمهات حول كيفية مواجهة المخاطر الصحية التي يتعرضون لها عقب خروجهم من المستشفيات تبعا لحالتهم الصحية ، مشيرة الى ان نسبة الولادة المبكرة خلال السنوات الأخيرة في تزايد ووصلت حسب الإحصاءات المتوفرة في المملكة إلى نحو 12% من إجمالي عدد المواليد في الرياض. ودعت خلال تدشينها حملة التوعية الخاصة بالأطفال الخدج ( ناقصي النمو نتيجة الولادات المبكرة) في المملكة، والتي تستمر على مدى خمسة أشهر الجهات الحكومية وخصوصا وزارة الصحة ووسائل الإعلام لزيادة الوعي بشأن الأطفال الخدج من خلال تنظيم حملات توعية مستمرة. د. عبير مقداد وأوضحت الأميرة عريب بنت عبدالله في تصريح لها بمناسبة إطلاق الحملة أنه سيتم خلالها تنفيذ العديد من الفعاليات من بينها مسح مستقل لقياس مدى الوعي بشأن الأطفال الخدج وكيفية حمايتهم من المخاطر الصحية التي يتعرضون لها خصوصا مرض الالتهاب الرئوي الفيروسي RSV ، إذ سيتم المسح بمعرفة الطلبة في المدارس عبر استمارات توزع من خلالهم على أولياء أمورهم. وأشارت إلى أنه سيتم خلال الحملة أيضا عقد سلسلة ندوات للتوعية بالمرض في مناطق المملكة على مدى عدة أشهر بمشاركة أطباء متخصصين ، حيث تعقد أولى هذه الندوات في 25 يناير الجاري وسيتم فيها دعوة 500 من الآباء ممن لديهم أطفال خدج ،إضافة لتدشين موقع على الانترنت للتوعية عن المرض. وأكدت الأميرة عريب أن الرعاية المقدمة لهؤلاء الأطفال ناقصي النمو شهدت تحسنا كبيرا خلال السنوات الماضية عبر تطوير وحدات العناية المركزة المزودة بأحدث الأجهزة في المستشفيات والمراكز الصحية في المملكة ، بحيث أصبح مستوى الخدمة الصحية المقدم لهذه الفئة من الأطفال يقارب المستويات العالمية ، وهو ما أدى إلى تقليص نسبة الوفيات بين هؤلاء الأطفال إلى أقل من 5% سنويا. وتهدف هذه الحملة لتوعية الآباء والأمهات حول الأخطار والمشاكل الصحية التي تواجه هؤلاء الأطفال عقب خروجهم من وحدات العناية المركزة وخصوصا مرض الالتهاب الرئوي التنفسي الفيروسي RSV. كما أوضح الدكتور سامح أبو زيد استشاري الأطفال حديثي الولادة بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض ، أن نسبة النقص في الوعي لدى الآباء والأمهات حول المخاطر الصحية التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال تصل على مستوى العالم إلى نحو 42% ، مشيرا إلى أن هذه النسبة على ما نعتقد تتجاوز في المملكة 50%. من جهتها أشارت الدكتورة عبير مقداد استشارية الأطفال ناقصي النمو بمستشفى قوى الأمن بالرياض إلى أن الحملة ستركز على زيادة الوعي والتعليم للعائلات الذين لديهم أطفال ناقصي النمو، نتيجة الولادة المبكرة ، من خلال عقد لقاءات توعية دورية للآباء في الرياض، جدة ،الدمام، إضافة لنشر تقارير منتظمة من قبل متخصصين في وسائل الإعلام المختلفة حول سبل العناية بهؤلاء الأطفال. وأضافت أنه سيتم التركيز على التوعية أيضا من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي خصوصا في ظل التقارير الأخيرة التي تشير إلى أن مستخدمي الفيس بوك في المملكة تجاوز 4.5 ملايين مستخدم ، وذلك من خلال إنشاء صفحات خاصة بالتوعية عن المرض، كما سيتم توزيع 40ألف حافظة معلومات عن الأطفال الخدج ومرض الالتهاب الرئوي RSV على مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات لتعزيز دور مقدمي الخدمة الصحية في التوعية بالمرض، وكذلك إنشاء خط ساخن لتقديم المساعدة وتلقى شكاوى الآباء،وأيضا نشر ملصقات وإعلانات طرق ،وإعلانات توعية منتظمة في الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية تستمر على مدى عدة أشهر.