رأت منظمة هيومان رايتس ووتش (HRW) يوم الإثنين، 24 يناير / كانون الثاني 2011، في تقريرها السنوي أن الدول والمؤسسات الديمقراطية، وعلى رأسها الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، تبدي "خجلا" مفرطا وحتى "جبنا" حيال الحكومات القمعية على حساب حقوق الإنسان. ولا تركز المنظمة غير الحكومية، ومقرها نيويورك، هذه السنة كما حصل العام الماضي على تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان، بل على "فشل الدول التي يُفترض أن تكون رائدة" في حماية هذه الحقوق حسبما قال مديرها العام كينيث روث في مقدمة الوثيقة التي تأتي في 600 صفحة. وفي نظره، الخطأ الفادح الذي ارتكبه "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعدد من الدول الأعضاء في لجنتها لحقوق الإنسان" هو أن يكون "الحوار والتعاون" قبل انتهاج أي سياسة ضغوط على الدول المذنبة. وقال روث يبدو إن الاتحاد الأوروبي "يدعم هذه الفكرة تماما" وتعرب وزيرة خارجيته كاثرين أشتون "باستمرار أنها تفضل اعتماد (دبلوماسية هادئة) أيا كانت الظروف". وهذا يبرر اختياره بروكسل عرض تقريره على الصحافة، خصوصا في اليوم الذي يقوم فيه الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف، الذي يصفه معارضوه بأنه دكتاتور، بزيارة رسمية لهذا البلد. وقال روث إن المانيا وفرنسا وبريطانيا، الدول الثلاث الرئيسة في الاتحاد الأوروبي، تشارك إلى حد كبير فيما يسميه ب "الجبن المعمم حيال الصين". ولم يرد التقرير على ذكر موقف باريس الدبلوماسي المثير للجدل خلال أزمة تونس لأنها أتت بعد صياغته. ولم يستهدف التقرير الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة فقط. فقد انتقد روث أيضا الولاياتالمتحدة لامتناعها عن التدخل "بقوة لدى الصين أو الهند أو إندونيسيا" عندما كان الأمر لازما. كما انتقد روث بقوة "الديموقراطيات الكبرى الجنوبية مثل البرازيل وجنوب إفريقيا والهند" التي "فضلت أيضا اللجوء إلى تدابير غير حازمة" حيال حكومات تسيء التصرف.