وجه قاض الى شابين يونانيين اوقفا الاثنين الماضي في اثينا وهما يحملان طردا مفخخا موجها الى الرئيس نيكولا ساركوزي، تهمة "الارهاب" الخميس 4 نوفمبر 2010. وذكرت (فرانس برس) انه ارسل منذ الاثنين 14 طردا مفخخا في وقت واحد تقريبا الى سفارات اجنبية في اثينا، تم تفكيك احدها اليوم كان موجها الى السفارة الفرنسية، والى قادة اوروبيين، ما اجبر اليونان على تعليق بريدها الدولي حتى مساء الخميس. واوقفت الشرطة الاثنين طالب الكيمياء بانايوتيس ارغيرو (22 عاما) وييراسيموس تساكالوس (24 عاما) قرب وكالة للبريد السريع. وبحسب مصدر قضائي تم العثور على طردين في حقيبة الشابين لحظة وصلا الى وكالة للبريد السريع، لارسالهما واحدهما موجه الى ساركوزي والثاني الى السفارة البلجيكية في اثينا. ومثلا صباح (اليوم) الخميس امام قاضي التحقيق؛ لكنهما رفضا الكلام لانهما "لا يعترفان باجراءات" المحاكمة، بحسب مصدر قضائي. واتهم الشابان الى جانب "الانتماء الى منظمة اجرامية" بارتكاب "اعمال ارهابية" و"حيازة قنابل ومتفجرات واستخدامها" واربع جنح منها رفض "التصريح عن هويتهما" ورفض اخذ بصماتهما. ووضع الشابان قيد الحجز الاحتياط في سجن كوريدالوس في الضاحية الغربيةلاثينا. وكان الطرد الموجه الى ساركوزي عبارة عن كتاب ديني غلافه خمري اللون وعليه صليب مذهب، افرغ من الداخل وملئ بمسحوق متفجر. وحمل الطرد عنوان المرسل وهو عنوان نائب رئيس الحكومة اليوناني ثيودور بانغالوس، بحسب الشرطة. وارغيرو مطلوب لدى الشرطة لانتمائه الى "تآمر خلايا النار"، وهي مجموعة من التيار الفوضوي ناشطة منذ 2008 ينتمي اليها شبان بين 20 و25 عاما، وهي مسؤولة عن سلسلة هجمات بسيطة بالعبوة المفخخة استهدفت مسؤولين او مؤسسات سياسية واقتصادية. وفي سبتمبر 2009 اوقف 12 عنصرا من المجموعة واتهموا "بالانتماء الى مجموعة ارهابية". ووضع 3 منهم قيد التوقيف الاحتياطي. وبعد حملة الطرود المفخخة الاخيرة، تحقق الشرطة في علاقة "تآمر خلايا النار" بالطرود المفخخة التي احتوت كتبا مفرغة ملئت بمسحوق مستخرج من المفرقعات. ووصف انفجارها بانه يشعل "ألسنة من اللهب". واصدرت السلطات استدعاء علنيا لاي شهود بعد نشرها صور 5 رجال بين ال 21 وال30 عاما تبحث عنهم لانتمائهم المفترض الى المجموعة. بالموازاة تبحث السلطات في احتمال وجود طرود مفخخة اخرى بحسب مصدر في الشرطة. وقررت الحكومة اليونانية تشديد مراقبة الرسائل البريدية وذلك في اعقاب اجتماع عقد صباح الخميس في وزارة النقل بمشاركة مسؤولين في الشرطة وخدمة البريد اليونانية والبريد السريع. من جهة ثانية، ذكرت (رويترز) ان الشرطة اليونانية فجرت اليوم طردا ملغوما موجها للسفارة الفرنسية في أثينا، وقالت انها تفحص عدة طرود أخرى في شركة لنقل الطرود في ضاحية بالعاصمة. وقال مصدر بالشرطة اليونانية ان الوقت ما زال مبكرا للاعلان عما اذا كانت هذه الطرود جزءا من موجة جديدة من الطرود الملغومة المرسلة الى حكومات وسفارات أجنبية منذ الاثنين الماضي، التي تشنها جماعات وصفتها الحكومة اليونانية بأنها "جماعات فوضوية ويسارية متطرفة". لكن مصدرا بوزارة النقل قال ان السلطات اليونانية لا تخطط لمد حظر فرضته يوم الاربعاء لمدة 48 ساعة على الشحن الجوي من البريد والطرود من اليونان الى الخارج. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته "اليونان لا تنوي في الوقت الحالي تمديد الحظر. كان سبب التوقف لمدة 48 ساعة فحص كل الطرود المتجهة الى الخارج." وأضاف "الفحص سيكتمل في وقت لاحق الليلة". ومن المقرر أن ينتهي الحظر بعد وقت قصير من منتصف الليل بتوقيت اليونان، لكن مسؤولا اخر بالشرطة قال ان القرار النهائي سيتخذ بعد التشاور مع الشرطة. وانفجرت قنابل صغيرة في السفارتين السويسرية والروسية في أثينا الثلاثاء، واكتشف ملغوم في مكتب المستشارة الالمانية واشتعلت النار في طرد مرسل الى رئيس الوزراء الايطالي لدى فحصه. وقد يكون الهدف من هذه الطرود تكوين رأي عام ضد الحكومة قبل الانتخابات المحلية يوم الاحد، احتجاجا على خطة التقشف التي ينتهجها رئيس الوزراء جورج باباندريو والتي تم الاتفاق عليها مع الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي لمواجهة مشكلة الديون. وبعد القبض على أكثر من 20 شخصا من أعضائها ما زالت الجماعات اليسارية تريد اظهار قدرتها على الرد. وقال وزير الخارجية اليوناني ديمتريس دروتساس "كل الادلة تشير الى انها قضية داخلية واضحة لا علاقة لها بالارهاب الدولي ... تشير الادلة حتى الان الى اننا نتعامل مع جماعات يسارية فوضوية متطرفة".