توجه رجال شرطة ألمان إلى أثينا أمس للمساعدة في التحقيقات بشأن سلسلة من الطرود المفخخة التي تم اكتشافها في ألمانيا و إيطاليا و اليونان هذا الأسبوع ومن بينها طرد وصل لمكتب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، فيما واصلت اليونان الحظر المستمر لمدة 48 ساعة على كل الشحنات الجوية. ويجرى الآن فحص الآلاف من الطرود في أعقاب هجمات الطرود المفخخة التى استهدفت سفارات و زعماء أوروبيين من قبل جماعات مسلحة يسارية، ولم تقع أي خسائر في الأرواح ولكن أصيبت عاملة بشركة شحن في أثينا عندما انفجر أول طرد بين يديها. وكانت الشرطة الألمانية قد عثرت الثلاثاء على طرد يحتوى على متفجرات مرسل من اليونان إلى مكتب ميركل في برلين، ويأتي هذا في أعقاب القبض الاثنين الماضي على شخصين يونانيين يشتبه بأنه كان بحوزتهما طردان ملغومان أحدهما موجه إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى، وعثر على الطرد المفخخ الذي كان مرسلا إلى ميركل شخصيا في مكتب بريد الاستشارية أثناء وجودها في بلجيكا، وقال مسئولون ألمان إن الطرد كان يحتوى على متفجرات أرسلت من اليونان ويبدو أنه له علاقة بالطرود المفخخة الأخرى، وقالت الحكومة الألمانية إنها ستطالب بتبنى قيود أمنية أكثر صرامة على الشحن الجوي في أنحاء الاتحاد الأوروبي، وقال رجال الشرطة الاتحادية الألمانية إنهم تعتزمون فحص الطرود المفخخة الأخرى في أثينا خلال زيارتهم وإنه من المقرر لهم أن يجتمعوا بخبراء يونانيين للتعرف منهم على سير التحقيقات. وبدأت المخاوف الأمنية في الظهور في اليوم الذي انفجرت فيه قنابل فى سفارتين أجنبيتين في اليونان ومع العثور على طرود مشتبه بأنها ملغومة فى بعثات دبلوماسية أخرى في أثينا، وتمكنت شرطة المتفجرات من إجراء تفجير محكوم لطردين مفخخين عثر عليهما فى مبنى الشحن بمطار إليفثيريوس فينيزيلوس، وكان هذان الطردان مرسلين إلى مقر الشرطة الأوروبية في هولندا و محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورج. وفى إيطاليا هبطت طائرة شحن هبوطا اضطراريا فى مطار بولونيا بعدما أعلمت السلطات بانها تحمل طردا يشتبه بأنه ملغوم مرسل إلى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكونى وعثر به على قنبلة في وقت لاحق. وهذه الحوادث ليس لها صلة بالعثور على طرود مفخخة الأسبوع الماضي في مطارات بريطانيا و دبى كانت مرسلة من اليمن .وتعتقد الشرطة اليونانية أن وراء هذه الطرود جماعات يونانية من الفوضويين أو المسلحين المتطرفين. وأعلنت مصادر بالشرطة اليونانية أن الطرد المفخخ الذي تم اكتشافه بمكتب المستشارية في العاصمة الالمانية برلين مر ب "جميع إجراءات التفتيش الضرورية" قبل إقلاع الطائرة التي حملته من اليونان، وذكرت المصادر أن الجهات المختصة بهذا الطرد كانت شركتا "جولد اير" للشحن الجوي، و"برينكس" للأمن. ووفقا للبيانات، ذكرت الجهات المختصة بتفتيش الطرود خلال الاستجواب أنها نفذت جميع إجراءات التفتيش الضرورية على الطرد الذي أرسل للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ولم يتم اكتشاف شيء، عزت تلك الجهات الأمر إلى أن المسحوق الأسود الذي كان داخل الطرد كان مختلطا على ما يبدو بطحين ، لذلك كان من الصعب اكتشافه. كان الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيجل" الألمانية ذكر الأربعاء، استنادا إلى محققين ألمان، أن تقنية المسحوق الأسود بسيطة وكان من الواجب اكتشافها في المرتين اللتين تعرض فيها الطرد للفحص بالأشعة. وفي كوريا أعلن مسئولون أمس أن الشرطة الكورية الجنوبية بدأت تفتيش جميع البريد المرسل إلى الموقع الرئيسي لقمة مجموعة العشرين في سول، بعدما أثار اكتشاف طرود ملغمة موجهة لقادة الدول الأوروبية مخاوف أمنية تعقد اجتماعات قمة العشرين في مركز المؤتمرات والمعارض "مجمع كويكس" بجنوب العاصمة سول خلال يومي 11 و12 نوفمبر الجاري ، بمشاركة نحو 10 آلاف شخص ، من بينهم 32 قائدا ورئيسا من الدول والمنظمات الدولية. ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء عن هيئة الشرطة الوطنية القول إن جميع الرسائل والطرود المعنونة إلى مجمع كويكس الذي تتواجد في مبناه الرئيسي المئات من شركات الأعمال والتجارة ، ستخضع إلى مسح بأشعة إكس والتفتيش بالاستعانة بكلاب بوليسية، وقالت الهيئة إن خدمات توصيل الطرود غير مسموح بها خلال فترة القمة ، وعلى أصحاب الطرود استلام طرودهم شخصيا في مواقع التخزين المنفصلة وتمريرها بمنقطة التفتيش الأمني لإحضارها داخل المبنى، بالإضافة إلى ذلك ، أعلنت الهيئة عن خطتها لبدء التفتيش بأشعة إكس في المطارات والفنادق التي يقيم فيها قادة مجموعة العشرين خلال القمة لمنع توصيل أي طرود مشتبه فيها تستهدفهم. وتلقت الشرطة ليلة الأربعاء تقاريرا تشير إلى العثور على طرد مشتبه به في محطة قطار الترام في منطقة جامشيل جنوب سول ، التي تبعد فقط بثلاثة محطات عن موقع كويكس ، إلا أنه أتضح لاحقا بأنه صندوق كمبيوتر محمول تم تركه بدون صاحبه. وفي لندن أعلنت الشرطة البريطانية فجر أمس ان الانذار الذي اطلق بعد اكتشاف طرد مشبوه وادى الى اخلاء مطار غلاسكو الاسكتلندي جزئيا مساء الاربعاء كان خاطئا، وقال المفوض رواريدث نيكولسون "مع انه تبين انه انذار خاطئ، لا شك ان الاجراءات الاولية التي اتخذها طاقم المطار كانت مناسبة تماما". وكان مطار غلاسكو اخلي جزئيا بعد اكتشاف طرد مشبوه في منطقة لتفتيش الركاب قبل صعودهم الى الطائرة، وبقي المطار مفتوحا خلال الانذار وواصلت الطائرات الهبوط فيه لكن علقت عمليات صعود الركاب الى الطائرات.