إقبال خان وتنوير أحمد وأشرف حسين ؛ ثلاثة عمال بسطاء من جنسيات مختلفة متباعدة جغرافيا ومتقاربة بالفقر والبساطة ، وثلاثتهم من عملاء سوق الملابس القديمة الناشئة حديثا في قلب جدة ، فهذا أشرف حسين المصري الجنسية يصف السوق بالجيدة والرخيصة ويقول : تصور أن سعر الحذاء هذا فقط بخمسة ريالات وسعره في المعرض لايقل عن 150 ريالا وأسعار الملابس هنا لاتتعدى ثلاثة ريالات للقطعة الواحدة ، ونا أجدها فرصة مناسبة ورائعة جدا للشراء و ايضا لكسب الرزق إذ أشحن منها إلى مصر لإعادة بيعها من جديد هناك ، أما إقبال خان الهندي وتنوير أحمد البنغالي فرفضا الحديث إلى "عناوين" بحكم عدم إجادتهم اللغة العربية .. ويرجع نشوء هذه السوق إلى قبل سنتين تقريبا وتوجد بشكل يومي بعدما بدأت على استحياء على يد ثلاث نسوة ولكنها اليوم تأخذ طابع السوق الأسبوعي عقب كل صلاة جمعة حيث تتضاعف عشرات المرات كمية الملابس المعروضة حيث يجتمع البائعات الأفريقيات والبائعون والزبائن ؛ يجتمعون بعيدا عن أعين ورقابة الاجهزة المختصة في الساحة المجاورة لجامع ابن محفوظ في قلب جدة لتبدأ عروض البيع والشراء لمختلف أنواع الملابس الجاهزة والأحذية القديمة ومن أشهر الماركات العالمية ولكن مع فارق أن سعر القطعة منها لا يتعدى 3 ريالات ولايقل عن ريالين بحكم أنها قديمة ( بالة) ومستوردة من بعض الدول الأوربية وعملاؤها من العمال البسطاء من جنسيات مختلفة ، إذ لا يعلمون أن لهذه الملابس أضراراً صحية حقيقية أكدها الدكتور محمد رمضان اختصاصي الجلدية الذي أوضح أن من أبرز الأمراض التي تسببها هذه الملابس حساسية الجلد والجرب وانتقال بعض أنواع البكتيريا التي تعيش في المنسوجات والملابس القطنية ولا يمكن القضاء عليها حتى مع استعمال الطرق التقليدية في الغسيل باستخدام المنظفات الكيميائية والمياه الساخنة . وعن مصدر هذه الملابس قالت الحاجة فاطة ( صومالية) : نشتريها من حراج الصواريخ ، وتنفي علمها بمصدر الاستيراد والتوزيع .. وفي حقيقة الأمر فإن مصدر هذه الملابس هي السوق الامريكية والاوربية إذ صدرت الولاياتالمتحدة منها ما يقارب 400 مئة ألف طن سنويا والتي تأتي من عدة مصادر داخل تلك الدول مثل الجمعيات الخيرية والتبرعات ومكافحة تراكم مقالب القمامة إذ تجمع في "بالات" وتفرز ومنها يتم تصديرها الى الدول الفقيرة خصوصا في جنوبي الصحراء الأفريقية وبعض الدول الآسيوية . والمستغرب أن هذا الأمر يتم على الرغم من تأكيد مساعد وكيل الأمين لشؤون الأسواق والمواد الغذائية والمدير العام للتراخيص والرقابة التجارية في أمانة جدة الدكتور بشير نجم في وقت سابق أن عملية بيع الملابس القديمة ممنوعة وأن الأمانة تدهم هذه البسطات بين حين وآخر لكن تتم بعض التجاوزات من الباعة بعيدا عن أعين الأمانة .. فأين الأمانة عن هذا السوق الأسبوعي الكبير وفي قلب جدة .