في دهاليز الشوارع الضيقة، على أطراف أروقة الأحياء الشعبية في حي المنصور والنكاسة في مكةالمكرمة تمتهن عمالة أفريقية وافدة بيع الملابس المستعملة مقابل أسعار زهيدة للغاية، في ظل غياب عين الرقيب عن ممارساتهم. وذكر عبد المعطي الصبار أنه دهش عند سؤاله لبعض العمالة الوافدة عن مصدر الملبوسات التي يبيعونها، إذ أفادوه بأنهم يحصلون عليها من بين أكوام النفايات ومن صناديق الحاويات المخصصة للملابس القديمة. وأضاف «ألمح لي أحدهم بأنهم فور التقاطها يتم غسلها ومن ثم عرضها للبيع بأسعار زهيدة، مشيرا إلى أن البعض منهم يتجه إلى المغاسل المخصصة لغسيل الملابس ويشتري منها ملبوسات لم يحضر أصحابها لاستلامها».فيما تحدث محمد نصري عن أنه يتردد على السوق في كل أسبوع لشراء بعض المستلزمات، ولكنه فوجئ بوجود أشخاص يقومون ببيع الملابس المستعملة بأسعار لا تتجاوز ال 15 ريالا للقطعة الواحدة. وذكر هارون آدم، بائع للملابس المستعملة، أنه يحصل عليها بعد شرائها بالجملة من سوق (حوش بكر) في شارع المنصور، ويقوم بغسلها وتنظيفها ومن ثم يبدأ في بيعها، مؤكدا أنه لا يعلم عن المصدر الأساسي لها. وطالب بعض أهالي الحي الجهات المعنية بمداهمة هذه المواقع بشكل مستمر للحد من انتشار هذه الظاهرة، التي أصبحت في تزايد مستمر يوما بعد يوم، لا سيما وأن هؤلاء الباعة يجدون الإقبال الكبير من المستهلكين، مما شجعهم على ممارسة هذه المهنة والاستمرار فيها. من جهته، أوضح سهل مليباري، الناطق الإعلامي لوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة، أن الأمانة عبر البلديات الفرعية تقوم بالتنسيق مع الجهات الأمنية ذات العلاقة، في متابعة ورصد المخالفات التي تخص الأمانة، والعمل على معالجتها على وجه السرعة، مشيرا إلى أهمية تعاون السكان مع البلديات الفرعية التابعة لأحيائهم للقضاء على هذه الظواهر العشوائية.