انتشرت في أسواق جدة الشعبية وبصفة خاصة أسواق حي البلد، ظاهرة بيع الملابس المستعملة التي سبق أن استخدمها آخرون سواء كانوا من الأحياء أو الذين توفاهم الله، وتجد هذه الملابس اقبالاً كبيراً من بعض المتسوقين الذين أغلبهم من الجنسيات الافريقية والآسيوية، نظراً لرخص أسعارها مقارنة بأسعار محلات الملابس الجاهزة، ولم تكن هذه الظاهرة قاصرة على أسواق المملكة إذ أنها منتشرة في بعض دول العالم الأخرى حيث توجد في أسواقها محلات خاصة ببيع الملابس المستعملة، لدرجة أن بريطانيا أقامت في عام 1998م معرضاً للملابس المستعملة، وقد كان وقتها حدثاً غريباً على الناس حيث تناقلته في ذلك الوقت وسائل الإعلام المختلفة، وحتى الآن نلاحظ أن الظاهرة انتقلت إلى ملابس المشاهير التي تعرض للبيع في مزادات عالمية، وتجد من يقبلون عليها ويدفعون أعلى الأسعار للظفر بها. (الندوة نهاية الأسبوع) في جولتها رصدت مجموعات كبيرة من الوافدين يعرضون الملابس المستعملة للبيع داخل سوق حي البلد بجدة، هذا السوق المكتظ بالمتسوقين على مدار الأسبوع، وقد اتخذ هؤلاء أماكن خاصة بهم أمام المحلات التجارية وأعدادهم في تزايد مستمر لاسيما في مواسم الحج والعمرة وهم يعرضون الملابس بمختلف التشكيلات والألوان وبأسعار زهيدة لاتقارن مع أسعار الملابس في المحلات المخصصة لبيع الملابس الجاهزة، في الوقت الذي يشتري هؤلاء الوافدون الملابس المستعملة من الذين يقومون بتجميعها من سكان الأحياء في جدة بواسطة أعداد من الأفريقيات اللائي يقمن بطرق أبواب المنازل والشقق السكنية يطلبن من ساكنيها الملابس المستعملة، وذلك عبر جولات صباحية وأحياناً مسائية. مبالغ رمزية يقول يعقوب بائع ملابس مستعملة أنه يحقق من بيع الملابس مكاسب معقولة لأنني اشتريها بمبالغ رمزية من الافريقيات اللائي يتجولن داخل الأحياء ويحصلن عليها مجاناً، ولانزيد السعر بأكثر من 4 ريالات للقطعة الواحدة، لأننا نقوم بتنظيفها وعرضها بسعر أعلى، موضحاً أن ربحه اليومي في الفترة الصباحية لايقل عن 50 ريالاً. للمعتمرين والزوار والأجانب فيما يقول ابراهيم وهو بائع آخر يجلس بجوار يعقوب أن معظم زبائننا من المعتمرين والزوار الأجانب الذين يقبلون علينا بعد الانتهاء من مناسكهم يشترونها بالسعر الذي نحدده لهم، كما لايستطيع أحد التمييز بينها وبين الجديدة. لأننا نقوم بتنظيفها بطريقة خاصة ومن ثم نعدها للبيع. يختفون عند ظهورها ويظهرون بعد ذهابها ويقول أحد أصحاب المحلات التجارية الذي لم يذكر اسمه أن وجود الباعة المتجولين في تزايد مستمر رغم حملات البلدية المستمرة لأنهم يختفون ببضاعتهم عند رؤية رجال البلدية، ويظهرون بعد ذهابهم من السوق، خاصة الذين يفترشون الأرض أمام المحلات مما سبب لنا ضيقاً وإزعاجاً، إضافة إلى عرقلتهم لحركة دخول زبائننا للمحل، كما أن تواجدهم بهذا الشكل العشوائي يعرقل الحركة مما يجعل الشوارع ضيقة أمام سيارات المتسوقين بسبب الكميات الكبيرة من الملابس المستخدمة التي يطرحونها على مساحات كبيرة داخل السوق. ظاهرة غريبة فيما يقول المواطن حسن عسيري هذه الظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعنا لأن الناس قد تعودوا على اقتناء الملابس الجديدة لهم ولأطفالهم، وهو يتساءل كيف يقبل الشخص أن يستخدم ملابس أشخاص آخرين وربما يكون صاحب الملابس شخص متوفى أو مريض وقد تحمل الملابس المستخدمة أمراضاً معدية لاتستطيع أعلى درجات حرارة الغسيل القضاء عليها كما أن آثار الاستعمال تكون واضحة. ويرى عسيري أن من يقوم ببيع الملابس المستعملة للبسطاء أو الزوار أو الوافدين فإنه لايساعدهم بل يتسبب في اصابتهم بعدوى أمراض قد تودي بحياتهم وهو يناشد المسؤولين في القضاء على هذه الظاهرة. تسبب الأمراض ويقول د. غالب لاشك أن الملابس المستعملة ذات تأثير بالغ على الجلد كالحساسية والحكة وظهور بقع حمراء على الظهر والفخذين وكل المناطق الحساسة في جسم الانسان لذا أحذر من يشتري الملابس المستعملة خاصة الداخلية منها بصرف النظر عن رخص سعرها حيث يمكن أن تتسرب في طياتها الطفيليات أو الفيروسات أو البكتيريا كما أن نقلها للأمراض وارد، وعليه أنصح بعدم شراء وارتداء الملابس المستعملة من قبل الآخرين.