الرياض – متابعة عناوين تعرض برشلونة، صاحب الرباعية التاريخية (الدوري والكأس الاسبانية ودوري الابطال والسوبر الاوروبي) إلى خسارة تاريخية وقاسية امام اتلتيك بيلباو بنتيجة صفر- 4 على ملعب (سان ماميس)، في ذهاب كأس السوبر الاسباني بكرة القدم. الفريق الباسكي انهى حلم جماهير النادي الكتالوني (على الورق) بتكرار انجاز السداسية التاريخية التي حققها عام 2009 تحت قيادة المدرب الاسباني بيب غوارديولا، رغم ان مباراة الاياب ستلعب يوم 17 اغسطس الحالي على ملعب (كامب نو). واقعة ميلان الايطالي بدوري ابطال اوروبا موسم 2012/2013 في دور الستة عشر، بعدما حول برشلونة تأخره 2-صفر على ملعب (سان سيرو) إلى فوز كبير برباعية نظيفة على (كامب نو)، منحت عددا غفيرا من جماهير البرسا بصيص امل بتكرار انجاز السداسية التاريخية ورد الاعتبار امام اتلتيك بيلباو. وفي سياق تحليل شامل للمباراة ، حدد خبراء موقع " كورة " المتخصص بكرة القدم أبرز الاسباب التي كلّفت برشلونة السقوط المدوي أمام بيلباو على جحيم (سان ماميس)، على النحو التالي: 1- درس الرباعية الذي لم يتعلمه برشلونة في الآونة الاخيرة، باتت شباك برشلونة تستقبل العديد من الاهداف وبالاربعة، آخرها كانت امام اشبيلية في كأس السوبر الاوروبي، بعدما قلب الفريق الاندلسي تأخره من 1-4 إلى التعادل 4-4 ليفرض على برشلونة اللجوء إلى الاشواط الاضافية، قبل ان يحسم بيدرو اللقب الرابع للبرسا. هذا السيناريو لم يتعامل معه المدرب الاسباني لويس انريكي بشكل مثالي، لذلك كان ملعب سان ماميس بمثابة صافرة انذار لوجود خلل في برشلونة، يجب اصلاحه والتعامل معه بعقلانية قبل الشروع في باقي منافسات الموسم الجديد. 2- اخطاء انريكي وسذاجة شتيغن بدأ المدرب الاسباني لويس انريكي يستشعر خطورة كمية الاهداف التي استقبلتها شباك برشلونة في آخر مباراتين (8 اهداف)، مشيرا في نفس الوقت إلى امكانية صنع المستحيل على معقل (كامب نو)، إلا أن هذه التصريحات قد تكون مجرد (ابرة تخدير) لجماهير برشلونة الغاضبة على النتائج والاداء الضعيف لصاحب الرباعية التاريخية. مبدأ المداورة قد يكون سيف ذو حدين، حيث يجب على انريكي أن يدفع باللاعب الجاهز فنيا وبدنيا وذهنيا، بدلا من ارضاء بعض اللاعبين، فإراحة بيكيه وبوسكيتس وانييستا وراكيتيتش واستبعاد ماثيو، كان بمثابة بداية الانتحار لانريكي في موقعة (سان ماميس). كما كان من المفترض ان يعتمد انريكي على التشيلي كلاوديو برافو في حراسة المرمى امام بيلباو، نظرا لجاهزيته البدنية والفنية، اضافة إلى نشوة كوباامريكا، بدلا من الاعتماد على مبدأ المداورة واسناد مهمة الدوري لبرافو، واعتماد الحارس الالماني تير شتيغن اساسيا بباقي الكؤوس المحلية والاوروبية. 3- الارهاق البدني والتشبع من الطبيعي ان يعاني لاعبي برشلونة من الارهاق البدني نتيجة ضغط المنافسات وتوالي خوض المباريات الرسمية والودية التحضيرية، وهي الضريبة التي دفعها النادي الكتالوني بمصرف (سان ماميس)، حيث بعد حسم لقب الدوري المحلي توجه قطار برشلونة إلى محطة برلين للتتويج بالتشامبيونز ثم واجه بيلباو بملعبه (كامب نو) على لقب كأس اسبانيا، قبل ان تبدأ العطلة الصيفية، التي قضاها اغلب لاعبي برشلونة في تشيلي كلا مع منتخب بلاده للمشاركة ببطولة كوباامريكا، ثم الجولة التحضيرية للفريق بالولايات المتحدة، ثم السوبر الاوروبي في جورجيا، قبل ان يسقط الفريق تحت مقصلة بيلباو بالسوبر الاسباني. الالقاب الاربعة التي حققها برشلونة مؤخرا، ربما دفعت اللاعبين للاكتفاء بالرباعية، الامر الذي ولّد شعور تشبع ممزوج بالغرور، فضلا عن تراخي اغلب اللاعبون، وهو ما نتج عنه تعرض برشلونة لخسارة تاريخية. 4- رغبة الثأر والروح القتالية للاعبي بيلباو بخّر برشلونة حلم اتلتيك بيلباو في التتويج بكأس ملك اسبانيا بعدما تغلب عليه بنتيجة 3-1 في معقل (كامب نو) يوم 30 ايار/ مايو الماضي، لذلك شعر لاعبي بيلباو بحرج كبير بعدما سقطوا ضحية لمنظومة برشلونة المتوهجة، الامر الذي فرض على الفريق الباسكي ضرورة رد اعتباره، وهو ما حدث في السوبر الاسباني نتيجة تسلح لاعبي بيلباو بالروح القتالية العالية والرغبة بتحقيق الفوز. 5- هفوات الدفاع يعاني فريق برشلونة في الآونة الاخيرة من هشاشة دفاعية واضحة للجميع، حيث استقبلت شباك الفريق في آخر مباراتين فقط (8 اهداف) وهو امر لم يعتاد الحاقد قبل المحب ان يشاهده في برشلونة، فالجميع شاهد كيف ظهر مهرجي برشلونة في الخط الخلفي امام اشبيلية بالسوبر الاوروبي كالاطفال التائهين. تغييب بيكيه وماثيو والاعتماد على بارترا وفيرمايلين في العمق الدفاعي والزج بمتعدد الادوار ماسكيرانو في وسط الملعب كلاعب ارتكاز على حساب بوسكيتس، وهفوات البرازيلي الفيس الذي تسبب بهدفين في مرمى البرسا، وغياب جوردي البا للاصابة، جعل دفاع برشلونة يظهر مفككا بدون أي تنظيم، بعدما عجز انريكي عن تفسير ما يحدث، ولم يقو على ايجاد الحلول الفنية لانقاذ ما يمكن انقاذه. كما بدا دفاع برشلونة هشا في تعامله مع الكرات العرضية، نتيجة سوء تمركز قلبي الدفاع، بالاضافة إلى لاعبي الطرف الفيس وادريانو، رغم ان الاخير لم يشارك كثيرا ويفتقد لحساسية المباريات الكبرى مع البرسا.