بين آونة وأخرى تفاجئ إيران العالم بواحدة من حماقاتها التي لا تنتهي ليس ضد دول الجوار فقط، ولا ضد العرب بوجه خاص، بل وضد العالم بوجه عام، ومن الحكمة ألا نغفل عن مسلسل التآمر الذي تحيكه إيران خاصة ضد دول الخليج العربية، وتحديدا ضد المملكة التي تعتبر سدا منيعا في وجه الأطماع الإيرانية المعلنة تحت شعار الدين، والمتاجرة به سياسيا وعسكريا.. بدل الالتفات إلى قضايا الشعب الإيراني المسحوق تحت وطأة سياسة حكومته التي أدخلت بلادها في نفق مظلم من العداوات المستشرية في مفاصل علاقاتها مع معظم الدول. من المؤسف أن تتحكم الطائفية المقيتة في مواقف فئة تخلت عن اخلاصها للوطن لتنساق وراء أحلام إيرانية وهمية لا تلبث أن تتحول إلى كوابيس، ولسنا هنا بصدد الحديث عن الشيعة.. فمواقفهم الوطنية معروفة وولاؤهم للوطن وللقيادة الرشيدة غير قابل للمزايدة، ولكننا نتحدث عن فئة عميت عن رؤية الحقيقة، وانساقت وراء الأوهام.وشبكة التجسس التي تعمل لحساب إيران، والتي تم اكتشافها مؤخرا.. ليست سوى واحدة من شبكات أخرى تحاول إيران زرعها في دول كثيرة، وقد غاب عن بالها أن في هذه البلاد رجالا يملكون من اليقظة والإيمان الراسخ بالواجب، والوعي العميق بالمسئولية، والشعور المتجذر في النفوس بالانتماء الوطني، ما يفوت على إيران حماقاتها ومحاولاتها اليائسة للنيل من أمن هذا الوطن ومواطنيه، ومهما بذلت في هذا الاتجاه من جهد، ومهما قدمت لعملائها من إغراءات، ومهما خططت لإيجاد طابور خامس تغذيه بالأحقاد والضغائن والفتن، فإنها في النهاية ستتحمل نتائج رعونتها وسوء عملها، ولن ينفع السائرين في ركابها بإرادة مسلوبة، ووعي مغيب، نقول : لن ينفعهم سوء عملهم، عندما يحين الحساب والعقاب، فلا يملكون سوى أن يعضوا على أناملهم ندما وحسرة يوم لا ينفع الندم، ولا تفيد الحسرة، فالتجسس خيانة وطنية عظمى تدينها كل قوانين العالم وأحكام المنظمات الدولية، وأعراف العلاقات بين الدول، فما التجسس سوى بيع النفس للشيطان، ورهن الروح لغير خالقها، بما ينطوي عليه ذلك من انحراف عقائدي، وتبعية فكرية، وإصرار على الخطيئة، وحماقة تثير الاشمئزاز، وتبعث على السخرية والتقزز. ومن المؤسف أن تتحكم الطائفية المقيتة في مواقف فئة تخلت عن اخلاصها للوطن لتنساق وراء أحلام إيرانية وهمية لا تلبث أن تتحول إلى كوابيس، ولسنا هنا بصدد الحديث عن الشيعة.. فمواقفهم الوطنية معروفة وولاؤهم للوطن وللقيادة الرشيدة غير قابل للمزايدة، ولكننا نتحدث عن فئة عميت عن رؤية الحقيقة، وانساقت وراء الأوهام، وطبلت وزمرت لحكام طهران، السادرين في غيهم، متجاهلين ما تجره هذه السياسة الرعناء من ويلات على المنطقة وشعوبها.. فئة فقدت بصيرتها، ولم تعد قادرة على رؤية أفق لا يعرف الحكمة ولا التعقل، ولا يقيم وزنا لأمن البلاد والعباد. أمن الوطن والحفاظ عليه والإسهام في تقويم مسار التنمية في ربوعه، ومكافحة أمراض المجتمع بما فيها من بطالة وفقر وفساد إداري، كل هذه من واجبات المواطن سواء كان في قمة السلطة أو من عامة الشعب، ولسنا مجتمع ملائكة، بل نحن بشر نصيب ونخطئ، تستقيم خطواتنا حينا وتتعثر حينا آخر، لكن يظل الإصلاح هو هدف الجميع دون استثناء، أما التجسس فهو طامة كبرى، لأنه يعني بيع الوطن للأجنبي، وتسليم رقاب المواطنين لأعداء الوطن، كما يعني العبث بمكاسب الوطن ومنجزاته، وإثارة الفتنة بين أبنائه، والنيل من أمنه واستقراره، وهيهات أن تتحقق لإيران أو غيرها هذه الأهداف المشبوهة، والمدانة شرعا وعرفا. إيران وهي تسفر عن وجهها القبيح، إنما تقف موقفا عدائيا ضد كل معاني الخير والأمن والسلام، وترفع رايات الفتنة، وتذكي نار الطائفية، وتتجاهل سيادة الدول الأخرى على أراضيها، وتوغل في بث الحقد بين مواطني هذه الدول، بوسائل عدوانية شيطانية وظالمة. وفي الوقت الذي ترفع فيه هذه البلاد راية التضامن الإسلامي، نرى إيران تزج بعالمنا الإسلامي في عالم الإرهاب والعصبية والطائفية، ومتاهات التآمر والتجسس والإساءة للدول الأخرى، وهذا هو الوجه القبيح لإيران.. مهما حاول عملاؤها التخفيف من قبحه وبشاعته.