ابتلي العالم العربي بالأحزاب بين كثير من الأوباء المستعصية.. و أعضاء الأحزاب في العالم العربي، إلا ما رحم ربك، يبدون حملة سكاكين، و يمارسون الإقصاء بكل أنواعه، باسم الديمقراطية. يعني ديمقراطية ب«المقلوب» . و المحزب العربي « يتمتع » بصفات و يتميز بفرائد لا توجد إلا فيه وحده، دون سائر العالمين، فهو غالباً «إمعة»، إلى درجة أن الببغاء قد يرفض تكرير ما يتلى عليه، وهو لا يكل ولا يمل. ومن مناقبه أن يبتلى بكثير من الجهل و بكثير من العاطفة الجياشة لهذا يفكر بقلبه لا بعقله، وهذه سويداء الداء. وهو طوباوي يتصرف على أساس أنه وحزبه خلائف الله في الأرض، وهم نصر الإنسانية و نجدتها. وأن الأمة كانت عاقرا كسيحة عاجزة ضائعة بائسة مريضة إلى أن قيض الله لها ، بطفرة قدرية، رئيس الحزب، فكان رحمة من الله بعباده وظل الله في الأرض. صنفت قنوات الأحزاب المتظاهرين في الوطن العربي، فهم مشاغبون و عصابات و مخربون حينما يثورون ضد ولي النعمة، و هم ثوار و مظلومون و أبطال حينما يثورون ضد الآخر. وهذه السلوكية الحزبية المقيتة تسمى «سياسة الكيل بمكيالين و المحزب العربي يفكر بأمانيه و أحلامه الوردية. يراها هي الحقيقة الكلية و ما خلاها هباء منثورا . وهو «مطواع» بحيث يعطي عقله إجازة طويلة بطول العمر، ويتبع تعليمات الحزب و صحيفة الحزب و قناة الحزب ، «حذو القذة بالقذة». لهذا بين فترة وأخرى يحتاج رئيس الحزب إلى «شحن» مريديه، فيبدأ بخطابات تدغدغ عواطف المحزبين، وتسدد النوافذ التي يمكن أن يتسلل منها النور إلى عقولهم . لهذا انقسمت قنوات الأحزاب في الوطن العربي، في تناولها للأحداث الأخيرة، فصبت جام غضبها على حكام، وشغلت ماكينتها ضدهم بينما تبجل آخرين الأرجح أنهم أكثر سوءا و طغياناً . وعلى هذا الأساس صنفت قنوات الأحزاب المتظاهرين في الوطن العربي، فهم مشاغبون وعصابات ومخربون حينما يثورون ضد ولي النعمة ، و هم ثوار ومظلومون وأبطال حينما يثورون ضد الآخر. و هذه السلوكية الحزبية المقيتة تسمى «سياسة الكيل بمكيالين» . و العجيب أن الأحزاب تتهم أمريكا، وهي صادقة، أن واشنطن تكيل بمكيالين في مقارباتها السياسية في الشرق الأوسط . و بالمناسبة فإن واشنطن تكيل بثلاثة مكاييل، فقد صنعت مكيالاً خاصاً بإيران، إلى جانب مكياليها الشهيرين التاريخيين للعرب و إسرائيل . فهي الآن تحالف إيران وتخدم الولي الفقيه في مناطق ، وتعارضه في مناطق أخرى، وليس ذلك مجاناً إنما مقابل الخدمات التي تقدمها طهران لأمريكا (وإسرائيل طبعاً) على حساب البلدان العربية و سكانها بكل طوائفهم و مشاربهم و أحزابهم . وتر البحرين.. بحران من العطر والضوء.. حيث يصفو ليلها..و أمواج الشاطىء تمسي أناشيد للساهرين.. إذ يملأ البحرينيون الجزيرة الفريدة بعذوبتهم المتفردة.. [email protected]