بعد 12 عاما في منصب من المفترض ان يبقى فيه حتى 2022، كان يواكيم لوف في مونديال روسيا لكرة القدم يسعى لأن يصبح أول مدرب يقود منتخبا للاحتفاظ بلقبه العالمي منذ 1962. الا ان خروج ألمانيا من الدور الأول الأربعاء، أدخل المدير الفني الهادئ والأنيق في التاريخ، وان من باب لم يكن يرغب في ان يفتح. الرجل البالغ 58 عاما، والمتوج مع منتخب بلاده بطلاً للعالم في مونديال البرازيل 2014، كان يتطلع الى ان يصبح المدرب الاول بعد الحرب العالمية الثانية، يقود منتخب بلاده للاحتفاظ باللقب. وصل المنتخب الألماني الى مونديال روسيا كأبرز المرشحين للقب. كيف لا وهو الفريق الذي بلغ في عهد لوف (منذ 2006)، الدور نصف النهائي على الأقل في كل بطولة شارك فيها. وقع المحظور، وأقصيت ألمانيا الأربعاء من الدور الأول للمجموعة السادسة بخسارتها أمام كوريا الجنوبية (صفر-2)، لتتلقى الهزيمة الثانية في ثلاث مباريات، بعد خسارة أمام المكسيك صفر-1، وفوز بشق النفس على السويد 2-1. بدلا من ان يدخل التاريخ من الباب العريض، دخله لوف من الباب الضيق: خرجت ألمانيا من المرحلة الأولى للمونديال للمرة الأولى منذ 1938! حذر المراقبون مرارا من صعوبة مهمة الاحتفاظ باللقب، ومنهم المدرب السابق يورجن كلينسمان، الذي كان لوف معاونه في مونديال 2006. منذ 2002، لم تغب ألمانيا عن الدور نصف النهائي لكأس العالم. وفي 13 يوليو 2014، كان يمكن للوف الانسحاب من المشهد الكروي، بعد فوز المانيا على الارجنتين في ريو دي جانيرو 1-صفر بعد وقت اضافي، في نهائي النسخة ال 20 التي استضافتها البرازيل. لم يكتف المدرب الكتوم بإحراز اللقب الرابع لألمانيا والأول منذ 1990، بل ألحق في طريقه الى النهائي، خسارة تاريخية 7-1 بالمنتخب البرازيلي المضيف. في تلك الأمسية، كان يمكن للوف ان يخرج من الباب العريض للتاريخ بعدما أثبت انه قادر على تحقيق كل شيء. لم يكن الألمان أصلا يريدون ان يقوم بغير ذلك. فالمدرب الذي أعاد الاستقرار الى منتخب بات يطلق عليه لقب «الماكينات» نظرا لأدائه الثابت، ذاع صيته في بلاده، وتخطت شهرته الرياضة. تحول الى أيقونة في عالم الموضة، بين اعلانات مستحضرات التجميل والملابس الأنيقة. نفذ نموذج السترة الزرقاء بياقتها المفتوحة، التي ارتداها في مونديال 2010، والقميص الأبيض الذي اعتمده في مونديال 2014، من الاسواق. حظي بالتقدير بسبب تماسكه وهدوئه في كل الظروف، وانسحب الهدوء الذي يتحلى به لوف على المانشافت. الرجل المكنى «يوجي»، أدخل ثقافة اليوجا الى تمارين اللاعبين، وحتى بعد الخروج، بقي صلبا وهادئا. لكنه الأربعاء، شرع بابا جديدا: احتمال ان يقرر الرحيل بنفسه.