الوطن، مفهومٌ واسعٌ، لا يمكن حصره في كلماتٍ قليلةٍ أو عبارات محددة، فالوطن هو المكان الذي يضمّنا بين أحضانه، هو البيت الكبير الذي تستريح فيه النفس، وتأوي إليه الروح، وهو الأرض الرحبة التي نحيا فيها ونموت وندفن فيها، فإن سافرنا نشتاق إليه، وإن عدنا إليه قبّلنا ترابه شوقاً وشغفاً، فالوطن ليس مجرد كلمة تُقال بشكلٍ عابرٍ، إنما مفهومٌ واسعٌ باتساع الحياة. إن هاجس الأمن يوقظ الأمم والمجتمعات الإنسانية في تاريخها كله -القديم والحديث- لما له من أهمية في حياتها واستقرارها، ولا يتأتى الاستقرار للفرد والمجتمع إلا تحت مظلة الأمن. ولعل ما تم الإعلان عنه قبل عدة أيام من القبض على 7 أشخاص قاموا بالتواصل المشبوه مع جهات خارجية تدعم أنشطتهم وتجند أشخاصا يعملون بمواقع حكومية حساسة، قاموا بعمل منظم للتجاوز على الثوابت الدينية والوطنية والتواصل المشبوه مع جهات خارجية تدعم انشطتهم وتقدم الدعم المالي للعناصر المعادية في الخارج -والتي رصدت الدولة أنشطتهم الخفية التي كثيرا ما كانت تحاك في الأزقة الخلفية القذرة المشابهة إلى حد كبير بخططهم الدنيئة بهدف النيل من أمن واستقرار المنطقة والمساس باللحمة الوطنية- لهو أكبر دليل على يقظة أمن الدولة ويقظة رجالاتها ووضعهم نصب أعينهم أمن المملكة ومواطنيها ومن يعيشون على أرضها أولا وقبل كل شيء. تلك الجماعات الخائنة للدين والوطن والتي تخطط للدمار وتسعى إلى الفساد وتبحث عن الخراب هم فئة الشر وأعوان الشيطان ابتعدوا عن طريق الحق والصواب وانساقوا وراء الأعداء يخدمون مصالحهم بالتطرف والخيانة من أجل الوصول إلى مآربهم المريضة.. هؤلاء أنكروا فضل وطنهم عليهم وما قدمه لهم من أمن وأمان، وهذا ما يلفت الانتباه إلى تصرفاتهم وأفعالهم اللا عقلانية والتي توحي بالتآمر، هم أعداء أثبتوا انتماءهم للظلم والضلال والحقد وسوء الأفعال. أمن المملكة العربية السعودية «خط أحمر» لا يمكن تجاوزه والمساومة عليه أبداً أمام كل من سولت له نفسه التفكير في محاولة تجاوزه، وزعزعة وحدته، ولن تتوانى المملكة بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن دولتنا، لتنفيذ أجندته ومشاريعه الخفية الهادفة إلى اختراق البنيان المرصوص في بلاد الحرمين. إن مفهوم الوطن يكون بالانتماء إليه، والحفاظ على أمنه ومواطنيه وممتلكاته ومقدّراته، والدفاع عنه في السلم والحرب، فالوطن الذي يعطينا الأمن والأمان والاستقرار، يحقّ له أن نخدمه ونحرسه ونمدّ له أيدينا ونتصدى للهجمات الانحرافية كي نصنع منه قلعةً حصينةً لا يستطيع الأعداء اختراقها. لذلك سيظل الوطن بكلّ ما فيه أغلى المفاهيم التي نعرفها، وأكثر المفاهيم التي لا يختلف على تعريفها اثنان، لأن الوطن فوق الجميع. 77huda@