لم يُقسم الربُّ تعالى بالحرف والقلم ومداده في الآية الكريمة «ن والقلم وما يسطرون» من سورة « القلم « إلا لقداسة الحرف عنده جلَّ شأنه وشرف القلم ورسالة المداد العظيمة وما للكتابة والتأليف والتعبير الحر الشريف من قيمة إلهية ولبنة أساسية تقوم عليها هياكل الأمم وتنبني على قواعدها حضارات الشُّعوب بل للحرف يثاب العبد ويُعاقب وما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد من لدن الرقابة الرَّبانيَّة وحراسة الخليقة التي لا مهرب منها فكيف للإنسان الضعيف أن يتمادى على هيمنة الرسالة السَّماوية وكيف لنفسه المريضة أن تُسوِّل له ويخطَّ بقلمه ما يُسيء للذَّات الإلهية ويستنقصَ من شأن أعظم ما خلق الجليل «جل شأنه» أو هناك من يتلاعب بأساليبِ لغتنا العربية الخالدة وتخادعه عقليته البليدة لأن يخلط حابل الأدب بنابله ويتطفل على أعظم فنون الأدب العربي حيث الشِّعر ويتسلل إلى حضرته في خلسة من أمره ويتجرأ وينشر تُرُّهات طفولية بمسمى قصائد ويتطاول على سيدنا الشِّعر وينسب نفسه إليه وهو منه براء !! لو كانوا يحترمون الذات ويقدرون شرف الحرف وقداسة الكلمة وعظمة القلم الذي يعد من أشرف ما خلق الله عز وجل لما سولت لهم نفوسهم بالاستهتار بما يكتبون وعليهم ألا يتغافلوا عن أن العبد يثاب ويعاقب لحرف فلينتبه الفرد منا لذلك ويعِ عاقبة ما يكتب وكيف لمتصابٍ آخر يجمع من حوله ويهذي عليهم بخزعبلات فاضحة من كتابات في الأدب المكشوف أو ما يسمى بالنص المُعرَّى يلطِّخ شرف اللُّغة بألفاظ دنيئة اكتسبها من معجم بيئته القذرة ليصبها على نص نثري في السرد القصصي ويتعامل معها كواقع ملموس لحياة صاخبة ضاجة بالفشل الخُلُقي وهفوات الضياع بحجة أنه إبداع والإبداع لا يحده حد ولا يقف ضده شرع ولا رسالة ويتغافل عن عظماء الأدب العربي وجهابذة الآداب العالمية الذين كتبوا في الجنس والعشق والعلاقات العاطفية بأرقى أساليب اللغة الهادفة التي تخدم المتلقي وتشذب إحساسه وتهذب من سلوكياته ومن دون أن تكون لهم صلة بالدين أو المعتقد أو بأجواء بيئة محافظة كالتي عاش فيها ذلك الرجس وفي الأخير نحن بحاجة إلى أدب راقٍ وفنون عربية أصيلة نباهي فيها الأمم ونفاخر بكتابنا الشُّعوب لا أن نستعير منهم لو سألنا الغير عنهم ويبقى تهاون شراذمة اللغة بالكتابة واستنقاصها كرامتها لحقيقتهم وكنه ذواتهم ولو كانوا يحترمون الذات ويقدرون شرف الحرف وقداسة الكلمة وعظمة القلم الذي يعد من أشرف ما خلق الله عز وجل لما سولت لهم نفوسهم بالاستهتار بما يكتبون وعليهم ألا يتغافلوا عن أن العبد يثاب ويعاقب لحرف فلينتبه الفرد منا لذلك ويعِ عاقبة ما يكتب .