كشف قياديون جمهوريون في مجلس النواب الأمريكي، أن المجلس سيصوّت خلال أيام قليلة على فرض عقوبات جديدة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من نظام طهران. وأشار زعيم الأغلبية كيفن مكارثي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية النائب إد رويس، في بيان مشترك الجمعة، إلى أنّ مسؤولية الكونجرس العمل مع الجهة التنفيذية لرسم استراتيجية واضحة لوقف السلوك الإيراني المتهور، مضيفين «التحرك الفوري باتجاه هذا الهدف سيأتي من المجلس الأسبوع المقبل، حيث سنصوّت على تشريع يزيد العقوبات على حزب الله وانتشار الصواريخ الإيرانية» بحسب «رويترز». وتأتي تلك الخطوات في سياق النهج، الذي يتبعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة تجاه نظام طهران، لا سيما في ظل انتقاداته المستمرة للاتفاق النووي الإيراني. خطاب ناري وبعد أسبوع من إلقاء ترامب خطابا ناريا بشأن الحرس الثوري الإيراني، لم تبد طهران أي نية للحد من أنشطتها بالشرق الأوسط. ورفض الرئيس الأمريكي في خطاب الجمعة الماضي، عدم الشهادة بالتزام إيران بالاتفاق الذي يفرض عليها الحد من أنشطة برنامجها النووي وخص بالذكر الحرس الثوري متهما طهران بزعزعة استقرار المنطقة. وتستغل طهران ميليشيا طائفية موالية لها لتحقيق مشروعها التوسعي في المنطقة خلال الشهور الأخيرة، وزعزعة استقرار الدول العربية والتدخل في شؤونها، ودعمها لنظام الأسد في سوريا وميليشيات الحشد في العراق وحزب الله لبنان وأخيرا الحوثيين مختطفي شرعية اليمن. وكان ترامب قد رفض التصديق في 13 أكتوبر، على التزام طهران بالاتفاق النووي الدولي وهدد بأنه قد يلغي الاتفاق في نهاية المطاف، معلنا في 16 أكتوبر، أن هناك «احتمالاً فعلياً» لإلغاء الاتفاق النووي مع الأولى. وتأتي تلك الخطوات إذا اتخذت فعلاً الأسبوع المقبل، بالتزامن مع توجه وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إلى الشرق الأوسط للبحث في ملفي ايران وتمويل الإرهاب وفق ما أعلن مكتبه الجمعة. وتُرافق منوتشين وكيلة وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات سيجال ماندلكر في زيارة ستمتد من 25 إلى 30 أكتوبر، وستشمل المملكة والإمارات وقطر وإسرائيل، من أجل مناقشة الاستراتيجية الجديدة لإدارة ترامب لمواجهة تأثير إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة. مواجهة إيران من جهتها، أعلنت فرنسا بدورها ضرورة التحرك لمواجهة برنامج إيران الصاروخي، وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية الجمعة «إن بلادها ترغب في التحرّك لمواجهة برنامج إيران للصواريخ وسلوكها المزعزع للاستقرار». وقالت فلورنس بارلي في كلمة بمركز أبحاث في واشنطن، بعد لقائها في البنتاجون وزير الدفاع الامريكي جيم ماتيس لبحث القلق المتزايد للبلدين فيما يخص إيران وكوريا الشمالية «نحتاج خطة للعمل المشترك الشامل، ينبغي أن نتحلى أيضاً بالجدية التامة بشأن أنشطة الصواريخ الباليستية والأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار، نحن نعمل على ذلك». فيما قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، السبت «إن التفاوض على القدرات الدفاعية لبلاده هو خط أحمر بالنسبة للجمهورية الإيرانية»، حسب زعمه. ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري تأكيده أنّه لا يمكن إخضاع الصناعات الدفاعية الإيرانية للمفاوضات في ظل وجود التهديدات الغربية؛ قائلا «لن نعير الانتباه للأكاذيب السياسية والضغوط التي تُمارس من أجل الوقوف في وجه نمو القدرات الدفاعية للبلاد». وفي غضون الأيام القليلة الماضية شنت ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية العراقية، التي تدعمها طهران هجوما على منطقة كركوك الغنية بالنفط، وأجبرت المقاتلين الأكراد على الانسحاب من المناطق المتنازع عليها؛ ما يثبت وضع إيران في العراق. ونشرت قناة «رووداو» الكردية مقطع فيديو على الإنترنت أظهر مسلحا مواليا لإيران يعلق صورة للزعيم الإيراني علي خامنئي في مقر محافظة كركوك، ولدى إيران التي تعيش بها أقلية كردية كبيرة العدد دواع للقلق بشأن مساعي أكراد العراق للاستقلال، فهي تخشى أن يشجع الاستقلال أكراد إيران الذين سعوا أيضا للانفصال. ممارسة نفوذ ويقول محللون بالمنطقة «إن ظهور إيران في العراقوسوريا وكردستان ولبنان، حيث تمارس نفوذا من خلال حليفتها ميليشيا حزب الله يعني أن طهران أصبحت لاعبا على الخط الأمامي في التدخل بالمنطقة، وهو أمر لا يمكن أن تتجاهله واشنطن، وفقا ل«رويترز». وقد يضع تصاعد التوتر الدولتين على مسار تصادمي في المنطقة، حيث تم تجنب الاشتباكات بالكاد في الأشهر القليلة الماضية. وانحرفت قوارب صغيرة من القوات البحرية التابعة للحرس الثوري لتمر قرب قطع بحرية أمريكية في الخليج مرتين على الأقل هذا العام مما دفع الجيش الأمريكي لإطلاق أعيرة تحذيرية وطلقات مضيئة. وفي أغسطس، قال مسؤول أمريكي «إن طائرة إيرانية غير مسلحة بدون طيار اقتربت إلى أن وصلت إلى مسافة 31 مترا من طائرة تابعة للبحرية الأمريكية مما هدد بوقوع حادث تصادم». ووقعت بعض المواجهات البحرية في الآونة الأخيرة بين الولاياتالمتحدةوإيران قرب مضيق هرمز الذي يمر عبره ما يصل إلى 30% من صادرات النفط العالمية سنويا. وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية في سبتمبر الماضي تعهد ترامب بأن أي سفينة إيرانية تتعرض للبحرية الأمريكية في الخليج «ستدمر». يذكر أن الولاياتالمتحدة تعارض البرنامج الإيراني لتطوير الصواريخ وتعتبر أن فيه تحديا لقرارات مجلس الأمن الدولي، وفرضت في شهر يوليو الماضي عقوبات على 18 فردا وكيانا للاشتباه في دعمهم لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وغيرها من الأنشطة المتعلقة بالجيش.