اعتبرت إيران أمس، أن الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست سيؤمّن «مصالحها القومية». وأعلن «الحرس الثوري» الإيراني أن قواته ستنفذ قريباً «مناورات ضخمة» لصواريخ باليستية. وقال سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني: «دراستنا لحصيلة المفاوضات النووية هي الآن في مراحلها النهائية، وعلى المواطنين ألا يقلقوا. الأبعاد المختلفة للاتفاق يدرسها خبراء في قسمين، عام واختصاصي، برؤية واقعية بعيداً من أحكام فئوية، ونحن في صدد أن تؤدي حصيلة الدراسة إلى ترسيخ الوحدة الوطنية والوفاق والاستقرار في البلاد». ووصف الاتفاق بأنه «متوازن»، ورأى انه «يؤمّن المصالح القومية لإيران». وشدد على أن «القدرات العلمية المتنامية، والقوات المسلحة المحاربة والشعب المقاوم للعقوبات ولتغلغل العدو، منحت إيران مكانة لا مثيل لها في المنطقة». وزاد: «على جميع المسؤولين أن يفهموا في شكل صحيح التحذيرات والاستراتيجيات التي طرحها قائد الثورة (علي خامنئي)، وأن نؤدي واجباتنا الوطنية، متجاوزين التكتلات والأجنحة السياسية، في مسار مستقبل اكثر إشراقاً». في غضون ذلك، أعلن قائد سلاح الفضاء في «الحرس الثوري» الجنرال أمير علي حاجي زاده أن قواته «ستنفّذ قريباً مناورات ضخمة للصواريخ الباليستية. وهذا الأمر سيصبح شوكة في عيون الأعداء». وشدد على أن قراراً أصدره مجلس الأمن يصادق على الاتفاق النووي، «لن يؤثر في برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية»، مؤكداً أن «الاختبارات الصاروخية متواصلة كما في السابق». وأضاف: «المناورات تُنفذ وفقاً للبرنامج الموضوع سلفاً، لكن الإعلان عنها في وسائل الإعلام من مسؤولية المجلس الأعلى للأمن القومي». وكان رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي رفض الاستجابة لطلب نواب بتنفيذ اختبارات لصواريخ باليستية، رداً على «مزاعم» أميركية، مذكّراً بأن ذلك سيتم في موعده المحدد، كما يأمر خامنئي. وشدد وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان على أن «إنتاج الصواريخ الباليستية في كل المديات سيتواصل، بما يتناسب مع الحاجات الدفاعية للبلاد ومواجهة التهديدات». وأكد أن القوات المسلحة الإيرانية «قادرة على الرد على أي عدوان، بقوة وفي شكل مناسب وفي أقصر فترة ممكنة». أما قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي فشدد على أن «المواجهة مع الولاياتالمتحدة مستمرة، من فلسطين إلى اليمن». وشدد على أن «الثورة الإيرانية لن تغيّر مسارها»، وزاد: «سنكون في بيت المقدس قبل العام 2025». إلى ذلك، وجّه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة إلى النائب الديموقراطي جيرولد نادلر، كرر فيها دفاعه عن الاتفاق مع طهران. ووَرَدَ في الرسالة: «إذا سعت إيران إلى امتلاك سريع لسلاح نووي، ستكون كل الخيارات متاحة أمام الولاياتالمتحدة، بما في ذلك الخيار العسكري، طيلة مدة الاتفاق وما بعده». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة ستبقي عقوبات تستهدف النشاطات غير النووية لإيران، مثل دعمها «حزب الله» اللبناني و «دورها المزعزع للاستقرار في اليمن». وأعلن نادلر بعد تلقيه الرسالة، انه سيؤيد الاتفاق النووي.