فتح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الباب على مصراعيه أمس، لمرحلة تصعيد ضد إيران، مع توقعات في واشنطن بفرض عقوبات جديدة عليها وإصدار قرارات تنفيذية ضدها، بعد بيان للبيت الأبيض تضمن تحذيراً رسمياً من تجاربها الصاورخية الباليستية وتغريدات لترامب اعتبر فيها أن على طهران أن «تكون ممتنة» للاتفاق النووي الذي أنقذها من «الانهيار». وردت طهران بقسوة على لسان علي أكبر ولايتي مستشار مرشد «الجمهورية الإسلامية»، مشيرة إلى أن على ترامب أن يتعلم دروس أسلافه الذين «مرغت أنوفهم» بالتراب في العراق. واعتبر ولايتي في المقابل، أن الأميركيين «مدينون لإيران في الاتفاق النووي وعليهم دفع ثمن تهديداتهم». وقال الناطق باسم البيت الأبيض أمس «أن اختبار إيران لصاروخ باليستي وتصرفاتها ضد سفن البحرية الأميركية ومحاولات زعزعة الاستقرار لن تمضي من دون رد». وذكر مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين أن إيران «انتهكت القرار 2231 (حول الاتفاق النووي) ونحن نحذرها رسمياً». وأشار إلى «ممارسات لإيران أخيراً مثل تجربة الصواريخ والهجوم ضد سفينة بحرية سعودية من جانب الحوثيين، ما يؤكد ما كان يجب أن يكون واضحاً لدى المجتمع الدولي حول تصرفها المزعزع استقرار المنطقة». وقال ترامب في تغريدته على «تويتر»: «على إيران أن تكون ممتنة للصفقة الفظيعة التي أبرمتها الولاياتالمتحدة معها». وأضاف أن «إيران كانت على وشك الانهيار حتى أعطتها الولاياتالمتحدة فرصة للحياة بصفقة (قيمتها) 150 بليون دولار»، في إشارة إلى رفع التجميد عن أرصدة إيرانية في أميركا، علماً أن ثمة تقديرات متفاوتة لحجمها. وقال الخبير في معهد «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية» جوناثان شانزير ل «الحياة» أن لهجة الإدارة الجديدة» تعكس تحولاً بنسبة 180 درجة عن إدارة باراك أوباما». واعتبر أن تضمين اعتداءات الحوثيين ضد السعودية والإمارات في بيان التحذير، يعكس «تركيز الإدارة على تصرفات إيران ونشاطاتها المزعزعة الاستقرار الإقليمي وهو ما تجاهله أوباما». وتوقع شانزير قرارات تنفيذية من ترامب تعاقب إيران على انتهاكاتها، في حين قدمت مجموعة نواب في الكونغرس أمس، مشروع قرار يفرض عقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية والجهات المشرفة عليه. وتبنى مشروع القرار السيناتور الجمهوري دين هالير، وأرفق بمسودات أخرى في مجلس النواب تدعو إلى فرض عقوبات على شركات طيران إيرانية «تنقل أسلحة إلى العراق وسورية». وقال الخبير في «مركز أميركا التقدمي» بريان كاتوليس ل «الحياة» أن «لا استراتيجية واضحة بعد لما قد يفعله ترامب مع إيران»، وأن «الخطاب المتشدد غير كاف وقد يعرض شركاءنا الإقليميين وأمن المنطقة للخطر في حال لم تكن هناك خطة واضحة وعملية». واعتبر كاتوليس أن بيانات الإدارة ستساعد المتشددين في إيران، وأبدى تخوفه من انعكاسات ذلك على الوجود الأميركي العسكري في العراق. وصعّدت إيران من لهجتها أمام الاتهامات الأميركية، إذ أكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان نجاح تجربة الأحد الماضي لصاروخ، من دون أن يذكر اسمه أو مداه، لكنه قال أن التجارب الصاروخيه لا تتعارض مع الاتفاق 2231 الصادر من مجلس الأمن، والذي أقر الاتفاق النووي، في حين نقلت تقارير غربية عن مصادر استخباراتية أن التجربة كانت لصاروخ «كروز» يسمى «سومار» قادراً على حمل أسلحة نووية، إضافة إلى تجربة إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى يوم الأحد الماضي. وتخلت طهران عن تحفظ نسبي طبع ردودها على تصعيد إدارة ترامب، وقررت مواجهته بقسوة، لئلا يذهب بعيداً في الضغط في قضية الصورايخ باعتبارها قضية «غير خاضعة للمساومة». وقال نائب القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي أن عدد الصواريخ والبوارج الحربية ومنصات إطلاق الصواريخ الدفاعية الإيرانية، يزداد يوماً بعد يوم، و «لو لم تكن القدرة الصاروخية الإيرانية تسببت جدياً في بث الرعب في قلب أميركا، لما كان هناك سبب لهذه الضجة». وأكد ولايتي، أن إيران «لا تستأذن أي بلد للدفاع عن نفسها وستستمر في نشاطاتها الصاروخية المخصصة لأغراض دفاعية». وفي إشارة إلى ترامب، قال ولايتي أن «الأشخاص الذين بدأوا تجربة القيادة حديثاً، عليهم أن يتعلموا من أسلافهم»، ناصحاً الرئيس الأميركي ب «ألا يجعل نفسه ألعوبة ويسأل الإدارات الأميركية السابقة كيف هُزمت في أفغانستان وكيف مُرّغت أنوفها بالتراب في العراق». وأتت الإشارة إلى العراق رداً على تغريدة سابقة لترامب عن «تزايد نفوذ إيران في العراق»، مشيراً إلى «إهدار» الإدارات الأميركية السابقة «ثلاثة بلايين دولار هناك». واعتبر ولايتي أن الاختبار الصاروخي الأخير «يصب في إطار القدرة الدفاعية، وستستمر إيران بقوة في نشاطاتها الصاروخية». وحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية التنصل من التزاماتها حيال الاتفاق النووي، معتبراً أن الأميركيين «مدينون لإيران في الاتفاق النووي، وعليهم دفع ثمن تهديداتهم». ورد الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على مستشار الأمن القومي الأميركي، واعتبر أن تصريحات الأخير عن نشاطات لإيران «مزعزعة الاستقرار»، لا أساس لها من الصحة و «ممجوجة وتحريضية»، مبدياً أسفه ل «تكرار الولاياتالمتحدة مثل هذه الادعاءات بدلاً من الإشادة بالدور الذي تقوم به إيران في محاربة الإرهاب».