دأبت الدوحة على استخدام وتكرار منغومتها في كل مناسبة ومن غير مناسبة بأهمية الحوار مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب؛ لتسوية الأزمة الخليجية القائمة. وبيان المنامة الذي صدر في أعقاب اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع أعلن عن الموافقة على الحوار؛ شريطة التزام الدوحة بالمتطلبات التي قدمت لها بالكف عن تمويل الإرهاب ودعمه. ولم تقابل الدوحة هذا البيان إلا باستخفاف واضح، حيث ادعت أن تلك المتطلبات هي إملاءات مرفوضة رغم علمها يقينا بأن العلاقة مفصومة بينها وبين أي إملاء؛ لأنها مناداة صريحة بوقف دعم ظاهرة الإرهاب بأي صورة من صور الدعم. وهو استخفاف لم يكن مستبعدا من حكام قطر، الذين ما زالوا يغردون خارج السرب الخليجي والعربي والإسلامي والدولي، برفض الاذعان لمتطلبات عقلانية من شأنها احتواء ظاهرة الإرهاب والتخلص منها. استعداد الدول الأربع للحوار مع الدوحة هو رغبة أكيدة لمعالجة الأزمة، وفقا لما يحقق المصالح القطرية ومصالح دول مجلس التعاون ومصالح دول المنطقة كافة ومصالح دول العالم بأسرها، الساعية لاحتواء ظاهرة الإرهاب وتقليم أظافر الإرهابيين أينما وجدوا، وهو استعداد أرادت تلك الدول من طرحه الوصول إلى حلحلة الأزمة بطريقة عملية وسريعة وحاسمة بوقف دعم الإرهاب وتمويله. ويبدو واضحا للعيان أن الدوحة تريد السباحة ضد التيار من خلال مواقفها الخاطئة من الأزمة ومن خلال مواقفها حيال موسم الحج، فقد نادت بتدويل هذا الموسم، وهو تسييس مرفوض بكل تفاصيله وجزئياته ولا مبرر له على الإطلاق، فالمملكة كانت وما زالت حريصة على خدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، ولا يمكن ربط الخلافات السياسية بين المملكة وقطر بتسييس فريضة الحج. وفكرة التسييس ليست جديدة في حد ذاتها فقد أيدتها الدوحة منذ أعلنها الخميني ومن جاء بعده من زعماء النظام الإيراني الإرهابي، وهو تأييد يعني فيما يعنيه أن ساسة قطر ما زالوا يسيرون في ركب السياسة الإيرانية المعادية لدول المنطقة والمعادية لكل الأساليب والخطط المرسومة لاحتواء ظاهرة الإرهاب واحتواء مموليها وداعميها بكل أشكال التمويل والدعم. والدوحة بهذا التدويل وبرفضها لفكرة الحوار المطروحة من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب تواصل بإصرارالإعلان عن مسيرتها الخاطئة التي لا تريد الرجوع عنها. استمرار الدوحة على ركوب موجة التعنت وممارسة الازدواجية في اتخاذ قراراتها السياسية سوف يؤدي الى مزيد من عزلتها المضروبة ليس من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب فحسب بل من سائر دول العالم، فركوب تلك الموجة يعني أن الدوحة مصممة على دعم الإرهابيين ومدهم بكل الأسباب التي تتيح لهم ممارسة عملياتهم الإجرامية في كل مكان، وهو أمر مرفوض من كافة دول العالم دون استثناء.