من واقع الزيارة التي قام بها الرئيس التركي مؤخرا للمملكة والكويت وقطر يمكن القول إنها لم تحقق نجاحا يذكر لحلحلة الأزمة الخليجية القائمة، وهو أمر يعيد لكل الأذهان أن المخرج الوحيد لتسويتها يكمن داخل البيت الخليجي لا خارجه، وقد أضحى هذا الحل حقيقة ماثلة لا بد أن تعترف بها الدوحة وتسلم بمعطياتها، فلا يمكن لهذه الأزمة أن تحل الا داخل بيت تمثل دولة قطر أحد أعضائه. لقد تبين من جولات وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا والجولة الأخيرة للرئيس التركي أن الدوحة مازالت متمسكة بمواقفها الخاطئة ازاء المطالب التي تقدمت بها الدول الداعية لمكافحة الارهاب، وأن تصلبها باستمرارية السباحة ضد التيار سوف يطيل أمد الأزمة ويعقدها ويصل بها الى طريق مسدود، وليس هناك ما يدعو للمكابرة وركوب الرأس وعدم الرضوخ لتلك المطالب العقلانية والمنطقية. محاولة حل الخلافات القائمة بين الدوحة والدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب لا يكمن في الحوار، فليس هناك ما يستحق الحوار حوله، فالمطالب واضحة كوضوح أشعة الشمس في رابعة النهار، وتورط الدوحة في عمليات دعم الارهاب بالمال والاعلام والمواقف السياسية واضحة أيضا ليس لدى الدول الأربع فحسب بل لدى كافة دول العالم دون استثناء. والوقت لا يمر في صالح الدوحة، فاطالة أمد الأزمة سوف يضيق عليها الخناق ويدفع بها الى ضائقة اقتصادية غير محتملة بدأ ساسة قطر يشعرون بمردوداتها السيئة، ولا تسعى الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب للإضرار بشعب قطر، فهم اخوان وأشقاء لأبناء هذه الدول، غير أنها ترفض استمرارية دولة قطر في دعمها ظاهرة تشكل خطرا داهما على شعب قطر وعلى كافة الشعوب الخليجية والعربية. ومن حق الدول الأربع وكافة دول العالم أن تحجب المواقع القطرية الداعمة للارهاب والجماعات المتطرفة، وهو حق مشروع لوقف البلبلة التي تحاول الدوحة زرعها في عقول الرأي العام الخليجي تحت ذرائع واهية يقف على رأسها حرية الرأي والتعبير، فالحرية لا تعني قلب الحقائق ومزاولة المناورات السياسية ونشر أفكار ضالة ومضللة تمهد للعصابات الارهابية مزاولة شرورهم للنيل من أمن واستقرار الشعوب الخليجية. وليس أمام الدوحة من سبيل للخروج من أزمتها الراهنة الا بتحكيم لغة العقل والقبول بتنفيذ المطالب العقلانية للدول الداعية لمكافحة الارهاب، وهي مطالب لا علاقة لها اطلاقا بالمساس بالسيادة القطرية، وانما علاقتها متجذرة بكل المساعي الدولية لاحتواء الارهاب واجتثاثه من جذوره، وملاحقة الارهابيين أينما وجدوا للقصاص منهم ومن أعمالهم العدوانية ضد أمن واستقرار كافة المجتمعات البشرية. ظاهرة الارهاب ممقوتة من كافة شعوب العالم، ومزاولة الدوحة سياسة السباحة ضد التيار لن تجني منها الا المزيد من العزلة والمزيد من عداوة شعوب العالم المستهجنة لسياساتها الخاطئة بتمويل الارهاب بشتى ألوان التمويل والعمل على دعم الاعلام المشوه للحقائق والسادر في غيه باعلاء أساليب الارهابيين وتمرير ايواء الدوحة لرموزهم وتأييد مغالطاتهم وقلبهم للحقائق.