جدد الرئيس الأمريكي شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله - على موقفه المعلن والثابت تجاه مكافحة المملكة لظاهرة الإرهاب أثناء القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت مؤخرا بالرياض وحضرها الرئيس الأمريكي، وتجديد الشكر يؤكد التزام المملكة مع كافة الدول الخليجية والعربية والإسلامية والصديقة باحتواء الإرهاب وتقليم أظافر الإرهابيين أينما وجدوا. وفي ذات الوقت فإن الرئيس الأمريكي حذر الدوحة من استمرارية تمويل الإرهاب، فقد تبين بما لا يقبل الشك أن دولة قطر ضليعة على مستوى عالٍ في تمويل الإرهاب والارتماء في أحضان إرهاب الدولة المتمثل في النظام الإيراني الدموي، والتمويل والارتماء يمثلان نهجًا قطريًا ليس جديدًا في حد ذاته، ويؤكد استمرار ساسة قطر بركوب الرأس والخروج عن الإجماع الدولي بمكافحة الإرهاب واحتوائه. وقد جاء الشكر والتحذير في مؤتمر صحفي عقده الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض يوم أمس الأول مطالبا فيه قطر بالتوقف عن تمويل الحركات الإرهابية التي ما زالت تعيث فسادًا وخرابًا في كثير من دول العالم مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا، وقد عانت الولاياتالمتحدة وبعض دول مجلس التعاون الخليجي الأمرين من ويلات تلك الظاهرة الشريرة التي ما زالت تظهر بوجهها الكالح بين حين وحين في كثير من بلدان العالم. وقف التمويل الذي تمارسه الدوحة للإرهابيين يرسم بداية النهاية لتلك الظاهرة الخبيثة، فالتمويل يعد دعمًا مزعجًا ليس لدول مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة فحسب ولكنه دعم يضر بمصالح سائر دول العالم دون استثناء، فهو ينذر بتجدد الأعمال الإرهابية الاجرامية في أي مكان في وقت تسعى فيه دول العالم لمكافحة ظاهرة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا للتخلص منهم ومن ظاهرتهم الخبيثة. وهذا الدعم يعني بوضوح أن قطر مستمرة في دعمها للإرهاب، ويعني في الوقت ذاته أن العمليات الإرهابية الإجرامية التي ما زالت تحدث في كثير من أمصار وأقطار العالم لن تتوقف الا بتوقف الدعم المالي والسياسي الذي تمارسه الدوحة ويمارسه النظام الإيراني الإرهابي ويمارسه المغردون خارج السرب من أولئك المؤيدين لنشر الطائفية والفوضى والقلق والرافضين لأمن واستقرار وسيادة الشعوب. غالبية دول العالم ما زالت تستهجن التوجهات القطرية المشهودة بدعم الإرهاب من خلال تزويد الإرهابيين بالمال لتنفيذ عملياتهم الإجرامية في كثير من أجزاء هذه المعمورة، وهو دعم لا يصب في المصالح القطرية ولا يصب في مصالح كافة الدول المحبة للاستقرار والحرية والأمن، فتمويل الإرهاب بالأموال القطرية لا يمكن تفسيره إلا بمضي ساسة قطر في تأييدهم ومعاضدتهم للإرهاب ونشر الجريمة. التحذير الأمريكي وكافة التحذيرات العربية والإسلامية والدولية لا بد أن تعيها الدوحة جيدا للعودة إلى الرشد والكف عن معاضدتها للإرهاب وإلا فإن الدوحة سوف تواجه المزيد من العزلة وقد يتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه.