كما أشار سمو ولي العهد في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الأمريكي يوم أمس الأول للتهنئة بالانتصار على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل فإن المملكة مستمرة في حربها على الإرهاب والقضاء عليه، وهي حرب يشاطر التحالف الدولي المملكة في استمرارية العمل على احتوائه واجتثاثه من جذوره في كل مكان، فالحرب على هذه الآفة ليس لها طابع إقليمي بحت، ولكن دول العالم بأسره تحارب هذه الظاهرة الشريرة وتدعو للخلاص منها. ومن صور الإرهاب ما يجري في الدوحة من احتضان لإرهاب الدولة ودعم واضح للتنظيمات الإرهابية بالمال والإعلام والمواقف السياسية، حيث يبذل حكامها ما بوسعهم لتدويل الأزمة وإخراجها من حيزها الإقليمي، رغم أن المملكة نادت مع أشقائها بمجلس التعاون الخليجي بأهمية حلحلتها داخل البيت الخليجي والتوقف عن المظلومية اللامنطقية التي تمثل فيها الدوحة دور الضحية وتحاول التنصل من دعمها الإرهاب والإرهابيين. وتحتفظ المملكة بملف كامل يشتمل على تجاوزات قطر ودعمها ظاهرة الإرهاب وإيوائها رموزه داخل الدوحة ولكل الأعمال السلبية التي مارسها حكام قطر طيلة سنوات، وقد نددت المملكة مرارا وتكرارا بتلك الأعمال التي من شأنها مساعدة الإرهابيين على ممارسة أساليبهم لنشر الفتن والطائفية وبذور الشر داخل دول مجلس التعاون وخارجها في وقت تحارب فيه هذه الدول مع التحالف الدولي تلك الظاهرة الشريرة وتحارب أصحابها. لقد رفضت المملكة والدول الداعية لمكافحة الإرهاب ما تمارسه الدوحة من دعم الإرهاب والإرهابيين وتمويل التطرف وإيواء الرموز الإرهابية فمن شأن هذه الأساليب العدائية إلحاق أفدح الأضرار بدول مجلس التعاون الخليجي وبدول المنطقة والدول الإسلامية وسائر دول العالم الساعية إلى احتواء تلك الظاهرة الشريرة والقضاء عليها، وهو رفض قوبل من حكام قطر بمزيد من الاستهتار والتهاون. ويتضح للعيان أن المملكة بذلت جهودا واضحة للحيلولة دون استمرارية الدوحة في دعمها التطرف وقد نفد صبرها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فصدرت المطالبات الواقعية والعقلانية التي من شأنها إلزام قطر بالكف عن أساليبها ومراوغاتها التي قوبلت بالرفض، ولا وجاهة لهذا الرفض فدول العالم بأسره تحارب ظاهرة الإرهاب، والسباحة ضد التيار سوف تعود على قطر بعواقب وخيمة وسيئة. وما زالت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تنادي بحل الأزمة داخل البيت الخليجي وعدم تدويلها، وهي قابلة للحل خليجيا إذا انصاعت الدوحة لتلك المطالبات التي من شأنها وقف دعم الإرهاب والعمل على احتوائه واحتواء مخاطره على دول المجلس وعلى دول العالم كافة، وأمام الدوحة فرصة سانحة لتحكيم لغة العقل والرجوع عن مواقفها الخاطئة والعودة إلى حضنها الخليجي بدلا من الأحضان الإرهابية المرتمية فيها. لا سبيل للخروج من الأزمة القائمة إلا برضوخ الدوحة للمطالبات العادلة التي تقدمت بها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وإلا فإن الأزمة سوف تطول والوقت لا يمر في صالح الدوحة وإنما يلحق الأذى بها وبمن يدعمها ويصفق لعنادها وتشبثها بأخطائها.