عندما تكون مؤدلجا، تحرم نفسك من الحرية والتفكير الذاتي المنطقي، لنعلم أن التفكير المنطقي هو ما يؤدي لإنتاج مواقف وردود أفعال إيجابية لذاتنا لا تزعزعها ردود أفعال الآخرين. أي أن القناعات المبنية على العقول الواعية بمعنى إعمال العقل الذي يميز الغث من السمين تصمد والتبعية تتوه. فلا فرق بين المؤدلجين وخُواة الفكر والجاهلين، فهم فئة يسهل تطويعها لأي جهة توهمهم أنها على حق في الظاهر وحقيقتها الباطل، فالولاء والتقديس الأعمى يدمر الفرد والمجتمع. لذلك تجد الدول المتقدمة تضع ميزانيات مهولة لتثقيف أفرادها وإنارة عقولهم وقلوبهم، كما فاضت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالحث على العلم والتعلم، مستثنى من ذلك أصول الدين كالوحي والغيبيات، فلا جدال في الدين، فكل ما يخص الدين هو من عند الله، وبرغم ان النصوص الإلهية تدعو الى التفكر والتدبر ﴿أفلا يعقلون﴾، إلا أن ذلك يجب أن يكون في ظل العقيدة ومسلماتها، لا اعتمادا على الأهواء والأمزجة، أو على أقوال الفلاسفة والمستشرقين.