عبر أخصائيون اقتصاديون عن تأييدهم لقرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الخاص بإغلاق المحلات التجارية في تمام الساعة 9 مساء، وذلك بتعديل أوقات العمل في محلات التجزئة والبيع في المملكة لإغلاقها في الساعة التاسعة مساء باستثناء المطاعم والمقاهي وأسواق المواد الغذائية والصيدليات الحاصلة على التراخيص، التي تسمح لها بالعمل 24 ساعة، مؤكدين أن هذا القرار إيجابي وسوف يحقق نقلة نوعية في نمط الحياة الاقتصادية والاستهلاكية للسعوديين، بالإضافة إلى ارتفاع نسب التوطين المطلوبة في منشآت القطاع الخاص. فرصة للشباب وأكد رئيس مجلس إدارة غرفة الاحساء وعضو مجلس الشورى صالح العفالق ان القرار في حال تطبيقه سيكون له مردود إيجابي على عدة أمور، منها تحديد ساعات العمل للحملات التجارية بشكل منظم، إلى جانب زيادة التوطين في المحلات، خاصة في محلات الجوالات، مبينا أن القرار سيعزز الفرصة أمام الشباب الراغبين في العمل في القطاع الخاص، مع تقليص ساعات الدوام المسموح بها، وهي أيضا ستسمح للسعوديين الطامحين لزيادة دخلهم الشهري بفتح محال خاصة بهم حسب الأوقات المطروحة بشكل منتظم. العنصر النسائي من جهته، أوضح أستاذ إدارة الأعمال بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور عبدالرحمن الحماد أن قرار إغلاق المحلات التجارية في الساعة التاسعة مساء يأتي تضامنا مع رؤية 2030، فهي تساعد في تحقيق اقتصاد مزدهر يركز على توفير الفرص للجميع ومما لا شك فيه أنه من أولويات وزارة العمل القيام بتوطين الوظائف من خلال توفير البيئة المناسبة لعمل السعودي، حيث إن القرار مهم جدا بالنسبة لعمل العنصر النسائي في المحلات التجارية إذ يساعدها على العمل وتنظيم وقتها، كما أن التوطين له عدة فوائد من حيث كسب الخبرة ونقل التجارب إلى الآخرين، وبالتالي سيؤثر ذلك على اقتصاد الدولة من حيث زيادة الإنتاجية، ورفع دخل المملكة. واقترح الحماد النظر في صلاة العشاء وتأخيرها إلى الساعة التاسعة مساء بعدما يتم إغلاق المحلات التجارية، وذلك للقيام بانتهاء البائع والمشتري من التسوق في المحلات التجارية، ومن ثم يتجه إلى أداء صلاة العشاء. مبينا أنه يجب استثناء القطاعات الأخرى من أماكن الترفيه المتمثلة في الحدائق وما حولها بأن تكون مفتوحة بشكل أطول، إلى جانب الصيدليات ومحطات البنزين تكون مفتوحة طوال اليوم لمدة 24 ساعة . استقرار أسري وقال أستاذ الأعمال الدولية والإستراتيجية بكلية إدارة الأعمال في جامعة الملك فيصل الدكتور مقبل العيدان: قرار إغلاق الأسواق في الساعة التاسعة مساء يزيد من جاذبية القطاع الخاص وسيحسن من بيئة العمل الخاصة به، فضلًا عن مساهمته في إعادة تنظيم القطاع. وبالتالي فإنه من المتوقع أن يكون لهذا القرار تأثير مباشر على زيادة طلبات التوظيف في القطاع الخاص من قِبل المواطنين وتعاظم رغبتهم في الالتحاق به، لاسيما العنصر النسائي منهم، الذي تعتبر بطالته أزمة مزمنة لم يجر التعاطي معها كما ينبغي حتى الآن. فمن المعلوم بالضرورة أن انصراف المرأة الموظفة إلى منزلها في الساعة التاسعة مساء يساهم في تعزيز أمانها واستقرارها الأسري على خلاف ما هو قائم حاليًا من وضع يجبرها على العمل حتى ساعات متأخرة من الليل. كما ستكون لهذا القرار، آثار إيجابية على المستوى الأمني. مصالح شرعية واجتماعية وأيد إمام وخطيب جامع آل ثاني عضو المجلس البلدي الدكتور احمد البوعلي قرار اغلاق المحال الساعة التاسعة، مؤكداً انه إيجابي وفيه مصالح شرعية واجتماعية واقتصادية. وقال البوعلي: ننتظر أن ينعكس القرار على الحياة الاجتماعية، وأن يشكّل تأثيرات محسوسة على مستوى الاقتصاد المحلي، ويلمس دخل الأفراد في المجتمع، والقرار في حال تطبيقه ستكون له إيجابيات عدة، منها: نوم الناس مبكرا والاهتمام بصلاة الفجر والقيام للعمل والمدارس مبكرا وإعطاء فرصة للحياة الاجتماعية بشكل افضل، بالاضافة الى توفير الطاقة الكهربائية، والتخفيف من زحام السيارات، والحركة المرورية التي ستعرف توفيراً للبترول، ويدعم الاقتصاد. تأثير اقتصادي إيجابي وأكد التاجر موسى أحمد الحمادة أن وجود نظام يحدد ساعات عمل المحال التجارية، التي تقبع في الشوارع الرئيسة وداخل الأحياء السكنية بالتأكيد سيكون قرارا صائبا، حيث سينظم العمل اليومي للمجتمع بشكل كامل، ويساعد على توافر الايدي العاملة وزيادة نسبة التوطين في المحلات. وأيده في الرأي تاجر العطورات حسين الخرز، مؤكدا أن باستطاعة الكثير من الأسر قضاء حاجتها في وقت مبكر، حيث إن أغلب المحال التجارية تفتح لتلبية احتياجات الشباب الذين تعودوا على السهر حتى ساعات متأخرة من الليل، مبينا أن تنظيم العمل اليومي في الاحساء من حيث فتح وإغلاق المحال سيساعد في البداية على جذب الشباب الراغبين في العمل بالقطاع الخاص. وأضاف تاجر المشالح علي الصالح إن هذا القرار يشجع المواطنين السعوديين على العمل في القطاع الخاص، مع عدد ساعات دوام أقل، وفرصة أكبر للعودة إلى المنازل، وممارسة حياة اجتماعية طبيعية، مؤكدا أهمية تحديد ساعات عمل المحلات. وأيد القرار تاجر المشالح عبدالله الهاشم، مؤكدا أهمية تنظيم الوقت في فتح المحلات التجارية لتجنب الفوضى، وبالتالي سيساهم في التأثير الإيجابي على رفع مستوى اقتصاد الدولة من حيث زيادة فرص التوطين. وقال التاجر جعفر عبدالحميد القطان إن لتنفيذ القرار بإغلاق المحلات التجارية في التاسعة مساء فوائد كثيرة تصب في مصلحة الوطن والمواطن. ومن أهمها مشكلة البطالة، حيث سيفتح القرار الفرصة للمواطنين للحصول على وظائف في قطاع البيع بالتجزئة والجملة في أوقات مناسبة لوضعهم الاجتماعي. وسيتوافق القرار مع النساء العاملات في المحلات التجارية.