سيطر تنظيم داعش على أحد أحياء مدينة دير الزور في شرق سوريا، وأصبح على مقربة من مطار المدينة العسكري الذي تسيطرعليه قوات النظام. فيما قتل سبعة مدنيين بمدينة حلب في شمال البلاد، في قصف لطائرات حربية تابعة للنظام، استهدف حي صلاح الدين الذي يربط الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بالأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات نظام الأسد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتمكن داعش من السيطرة على كامل حي الصناعة في المدينة، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وتدوراشتباكات، يرافقها قصف من طائرات حربية عند أطراف حي الطحطوح الذي يفصل بين حيي الصناعة وهرابش القريب من مطار دير الزور العسكري. فيما اعتبرت واشنطن من جانبها أن مفاوضات السلام بين النظام السوري والمعارضة لم تفشل، وقالت: إن أعمال العنف في سوريا انخفضت بنسبة 70%، وذلك رغم توقف المفاوضات في جنيف ووقوع مجزرة في سوريا قام النظام بارتكابها. ويستحوذ تنظيم داعش منذ العام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور، وحقول النفط الرئيسية فيها، والتي تعد الأكثر إنتاجاً في سوريا، ويسعى منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل محافظة دير الزور، حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور تحت سيطرة قوات النظام. وأثر تقدم حققه في يناير الماضي، بات التنظيم المتطرف يسيطر على 60 في المائة من دير الزور، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة بين الجهاديين وقوات النظام السوري. ويشدد التنظيم منذ مطلع العام 2015 حصاره على الأحياء التي لا تزال بأيدي قوات النظام في وسط وغرب وجنوب غرب المدينة، حيث يعيش نحو 200 ألف شخص في ظروف إنسانية صعبة، ويتم إدخال مساعدات ومواد غذائية إليهم عن طريق المهربين، أو جوا، بواسطة المروحيات التابعة لقوات النظام اولروسيا. ونجحت الأممالمتحدة للمرة الأولى الشهر الحالي بإلقاء مساعدات غذائية من الجو على الأحياء المحاصرة في المدينة، وكان 44 مدنيا قتلوا، الثلاثاء، في قصف جوي لمناطق تحت سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، بالتزامن مع تعثر مفاوضات السلام في جنيف، ما يجعل هذه المحادثات والهدنة المعمول بها منذ نهاية فبراير، مهددة بالانهيار أكثر من أي وقت. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، تعليقا على هذه التطورات: إن واشنطن ما زالت تعتبر أن الهدنة سارية في سوريا، وزاد: «نعتقد أن الهدنة لا تزال سارية وأنها بشكل عام صامدة وأنه من المهم الحفاظ عليها»، ونقل المتحدث عن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، قوله: إنه على الرغم من تزايد حدة العنف في سوريا، إلا أن وتيرة أعمال العنف انخفضت بنسبة 70%. وقال: «بعدما كان هناك انخفاض بنسبة 80 إلى 90% في نسبة أعمال العنف، تراجعت هذه النسبة إلى 70%». وإذ حمل الدبلوماسي الأميركي نظام بشارالأسد مسؤولية غالبية الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، دعا المعارضة إلى العودة لطاولة المفاوضات، وأضاف: «ما زلنا نؤمن بالعملية السياسية، بأهمية هذه المحادثات»، مشيراً إلى أن النظام والمعارضة اتفقا على تجميد المفاوضات وليس وقفها، وأوضح أن «الطرفين اتفقا على البقاء في جنيف، على أخذ فترة استراحة في المفاوضات وإجراء تقييم الجمعة». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن قصف جوي عنيف نفذته «على الأرجح طائرات تابعة للنظام السوري» على سوقين شعبيين في معرة النعمان وكفرنبل في محافظة إدلب، أسفر عن مقتل 44 مدنيا، بينهم ثلاثة أطفال. ووصف المرصد الغارات ب«المجزرتين»، مشيراً إلى مقتل 37 شخصاً في مدينة معرة النعمان وحدها، وأشار إلى أن عدد القتلى مرشح للازدياد نتيجة وجود جرحى. ويأتي هذا التصعيد غداة إعلان الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، تعليق مشاركتها في المفاوضات غير المباشرة الجارية في جنيف احتجاجاً على عدم إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق السورية المحاصرة وانتهاكات اتفاق وقف الأعمال القتالية التي تحمل النظام مسؤوليتها.