ارتفع إلى 62 مدنياً عدد القتلى الذي سقطوا بغارات الطيران السوري في مناطق عدة أول من أمس، في أعلى حصيلة منذ إعلان الهدنة، في وقت اندلعت أمس مواجهات بين القوات النظامية والأكراد شرق سورية، إضافة إلى سيطرة «داعش» على أحد أحياء دير الزور شرق البلاد. وسيطر «داعش» مساء الثلاثاء على أحد أحياء مدينة دير الزور في شرق سورية وأصبح على مقربة من مطار المدينة العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أضاف أن التنظيم المتطرف تمكن «من السيطرة على كامل حي الصناعة في مدينة دير الزور عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وتدور اشتباكات حالياً يرافقها قصف من طائرات حربية عند «أطراف حي الطحطوح الذي يفصل بين حيي الصناعة وهرابش القريب من مطار دير الزور العسكري». ويسيطر التنظيم منذ العام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور وحقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الأكثر إنتاجا في سورية. ويسعى منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل المحافظة حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور تحت سيطرة قوات النظام. وإثر تقدم حققه في كانون الثاني (يناير) الماضي، بات التنظيم المتطرف يسيطر على 60 في المئة من مدينة دير الزور، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة بين الجهاديين وقوات النظام السوري. ويشدد التنظيم منذ مطلع العام 2015 حصاره على الأحياء التي لا تزال بأيدي قوات النظام في وسط المدينة وغربها وجنوب غربيها حيث يعيش نحو 200 ألف شخص في ظروف إنسانية صعبة، ويتم إدخال مساعدات ومواد غذائية إليهم عن طريق المهربين أو جواً بواسطة المروحيات التابعة لقوات النظام أو لروسيا. ونجحت الأممالمتحدة للمرة الأولى الشهر الحالي بإلقاء مساعدات غذائية من الجو على الأحياء المحاصرة في المدينة. في مدينة حلب في شمال سورية، قتل سبعة مدنيين، وفق «المرصد»، مساء الثلثاء في قصف لطائرات حربية يرجح أنها سورية، استهدف حي صلاح الدين الذي يربط الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بالأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام. وفي الحسكة قرب دير الزور، قال مسؤول من «وحدات حماية الشعب» الكردية ل «رويترز»، إن اثنين من أفراد قوة الأمن الكردية السورية المعروفة باسم أسايش، قتلا بعد أن استهدفتهما القوات الحكومية السورية في بلدة القامشلي. وذكر أن القوات السورية استهدفت دورية لقوات «أسايش» الكردية في القامشلي وقتلت اثنين من أفرادها. وقال «المرصد السوري» إن اثنين من أفراد أسايش قتلا وأصيب ثلاثة آخرون. واندلع القتال بعد أن أوقفت قوات أمنية كردية سيارة فيها ضابط من قوات الدفاع الوطني السورية في وقت ما خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة. وقال «المرصد» إن الوضع في القامشلي متأزم وإن المتاجر أغلقت أبوابها. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجيش النظامي السوري. الى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، إن من المُرَجح أن تكون القوات الحكومية السورية هي التي شنت ضربات جوية أسفرت عن مقتل عشرات في سوق مُزدحمة في منطقة يُسيطر عليها معارضون في شمال غرب البلاد. وأضاف: «نما إلى علمنا أن من المرجح جداً أن تكون قوات النظام (هي من فعل ذلك).. لكن المعلومات ما زالت ترد». وأضاف كيربي: «ما زلنا نعتقد أن وقف القتال ما زال قائماً.. وأنه متماسك إلى حد بعيد.. لكن من المهم الإبقاء عليه». وتابع: «بالتأكيد لن أحاول أن أُثنيكم عن الاعتقاد بأن مزيداً من الانتهاكات حدثت في الأسبوع الأخير أو نحو ذلك... ولكنها أقل بكثير من المستوى قبل شهرين قبل تطبيق اتفاق وقف العمليات القتالية». في باريس، قال ناطق وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء، إن فرنسا ترى أن الغارات الجوية على محافظة إدلب تظهر اندفاع الحكومة السورية «الطائش» نحو العنف وأنها لا تعتزم السعي من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع. وأضاف رومان نادال في إفادة إلكترونية يومية: «فرنسا قلقة من زيادة انتهاكات وقف إطلاق النار وهجمات النظام على المدنيين في سورية. يوضح القصف في معرة النعمان... من جديد الاندفاع الطائش الخطير للنظام ورفضه أي حل سياسي». وقال «المرصد» أمس، إنه «تمكن من توثيق استشهاد 62 مواطناً مدنياً بينهم 10 أطفال ومواطنات قضوا جراء عدة مجازر نفذتها الطائرات الحربية في عدة محافظات سورية، خلال ال24 ساعة الفائتة، والتي تعد أعلى حصيلة يومية لضحايا القصف الجوي، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في ال27 من شهر شباط (فبراير) الماضي». وتابع أنه «وثق 62 شهيداً مدنياً من ضمنهم 5 أطفال دون سن ال18، و5 مواطنات فوق سن الثامنة عشرة قضوا في هذه الغارات والضربات الجوية، وتوزع الشهداء على الشكل التالي: في محافظة إدلب وثق المرصد استشهاد 39 مواطناً بينهم طفلان اثنان و 4 مواطنات جراء مجزرة نفذتها الطائرات الحربية في مدينة معرة النعمان، و7 مواطنين بينهم طفل استشهدوا جراء استهداف الطائرات الحربية لمناطق في بلدة كفرنبل وتنفيذها مجزرة فيها»، فيما «وثق استشهاد 7 مواطنين في قصف جوي استهدف مناطق سيطرة الفصائل في حي صلاح الدين بمدينة حلب، كذلك استشهد 3 مواطنين في غارات استهدفت مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بريف حلب الشمالي الشرقي، بالإضافة لرجل ومواطنة استشهدا جراء قصف للطائرات الحربية على أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، وشقيقان اثنان استشهدا جراء ضربات جوية على مناطق في قرية المصيطبة بريف حماة، وطفل وطفلة استشهدا جراء قصف الطيران الحربي لمناطق في قرية الحسينية بريف دير الزور الغربي». الى ذلك، قال «المرصد» إنه وثق «تنفيذ طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية، 53017 غارة على الأقل، خلال 18 شهراً واستهدفت البراميل المتفجرة والغارات، مئات المزارع والتجمعات والبلدات والقرى والمدن السورية، في معظم المحافظات السورية»، لافتا إلى مقتل «عشرة آلاف مدني سوري بينهم ما يزيد عن 3600 طفل ومواطنة» بغارات روسية وسورية.