يعيش البعض منا في تخبط مستمر؛ ما بين تشتت أفكار وتضارب أدوار... يهيم في بحر أحلام مبتورة الأطراف ويهرول بعيداً عن نهايات المطاف... قد يكثر التذمر في يومه بما يزيد على تسع وتسعين مرة وفي المقابل ربما لم يشكر الله على اللقمة والشربة... قد يعد قائمةً بأعماله المالية ومهامه اليومية.. دون أن يدرج اسم والديه على الأقل في جدول زياراته الأسبوعية.. ليعود إلى منزله هائماً على وجهه، مُفلساً في إحدى صفقاته التجارية، ومن ثم ينسب ذلك إلى سوء حظه أو إلى نظرات أعين من حوله بالرغم من أنه هو من تجاهل أيسر مفاتيح رزقه وأحجم عن أوسع أبواب الجنة... الله عز وجل يقول (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ)، تأمل قول العظيم الرحيم لتعلم أن كل ما أنت تعاني منه من ضيق أو كرب أو حتى عوز وفقر؛ فما هو إلا نتاج ما اقترفته نفسك من ذنوب وخطايا.. الله عز وجل رؤوفٌ بعباده بل هو أشد رحمة بعباده من الأم بأبنائها، لكنك غفلت عن التنقيب عن مكمن الخلل الذي جعلك تدور في دوامة لا نهاية لها ولا قدرة لك على الخلاص منها. كيف حالك مع الصلاة؟؟ عندما تُدعى على وليمة عشاء فاخرة مع نخبة من المدراء والزملاء ذوي المقامات العالية، بالطبع ستتكلف في هندامك وستبث حولك عبير عطورك بل ستطلق تلك الابتسامة على محياك وحتما لن تتأخر على موعدك، وستتلهف شوقا لذلك اللقاء الذي ربما تحصد من خلفه ترقية في عملك أو تعزيزا لشخصك؛ هل استشعرنا يوما أننا نلقى ملك الملوك في كل يوم خمس مرات.. وأننا نقف بين يديه من دون حاجتنا إلى إبراز كرت دعوة خاص!!. عندما نطمح في مماثلة الكمال والوصول إلى معانقة الخيال يجب علينا أولاً أن نقبل على العظيم المنان وأن نكثر من الرجاء والابتهال، ومن ثم يتوجب علينا أن نعزم عزم الرجال وأن لا نؤمن بقواميس المحال.. ولكي تشعر ولو جزئياً بالتوازن بين الأدوار الحياتية المختلفة، عليك أن تراجع حساباتك مع نفسك، وأن تعاتب نفسك كثيرا على تقصيرك تجاه واجباتك الدينية وتجاه خالقك؛ ليتسنى لك إغلاق تلك الفجوة التي طالما أفقدتك التلذذ بمفردات جمال الحياة.