هاجمت قوات البشمركة الكردية العراقية مقاتلي تنظيم داعش في مجموعة من القرى في محافظة كركوك في شمال العراق الاربعاء، لتأمين الاراضي التي كسبتها في اطار مسعاها منذ الصيف الماضي لصد المتطرفين واجبارهم على التقهقر. وبدأ هجوم واسع خلال الليل جنوبي بلدة داقوق على بعد نحو 175 كيلومترا الى الشمال من العاصمة العراقيةبغداد. ولم تتحرك خطوط المواجهة بين قوات البشمركة الكردية العراقية ومقاتلي التنظيم المتطرف في شمال العراق طوال أشهر. ويسيطر الاكراد على معظم الاراضي التي يزعمون انها ارضهم وليس هناك ما يحفزهم الى التقدم أكثر في بلدات وقرى غالبية سكانها سنة عرب. وقال مصدر من قوات البشمركة انه بحلول منتصف النهار امكن طرد متشددي داعش من قرية البو نجم. وقال ان القتال مستمر في قرية اخرى قريبة. وقال مصدر في مشرحة كركوك ان ضابطا كرديا برتبة نقيب قتل في انفجار عبوة بدائية الصنع. وقال مصدر امني إن "عملية عسكرية مشتركة من قوات البشمركة ومكافحة الارهاب بمساندة طيران التحالف الدولي تمكنت من تحرير قرية البو نجم وطبج الصغرى وعبد الله بور جنوبي كركوك، وقتل 30 مسلحا وإصابة 45 آخرين من عناصر تنظيم داعش". وأوضح أن العملية العسكرية مستمرة وتحرز اهدافها بشكل جيد وأن عناصر داعش ينقلون قتلاهم وجرحاهم الى مستشفى الحويجة. وأشار إلى أن أبرز اهداف العملية هي منع داعش من استهداف كركوك وقضاء وداقوق وشركة غاز الشمال ومحطات انتاج الكهرباء بالصواريخ وتأمين طريق كركوك - بغداد. وأوضح أن قواتنا تقدمت بمسافة تقدر بنحو 10 كيلومترات ولا تلاقي أية مواجهة فاعلة من مسلحي داعش مشيرا إلى أن المقاتلات الحربية للتحالف الدولي تساهم في الحملة وتقصف مسلحي داعش وأن التنظيم لا يملك القدرة على أي مواجهة لكن وتيرة العمليات لا تسير بسرعة بسبب كثرة العبوات والالغام المزروعة في المنطقة. وبرزت قوات البشمركة كشريك هام للولايات المتحدة في حملتها الجوية على داعش. فقد تمكنت القوات الكردية من اجبار مقاتلي التنظيم على التقهقر في شمال العراق وهو ما أدى عمليا في خضم ذلك الى توسيع منطقتهم شبه المستقلة. ولا تزال مناطق كبيرة من محافظة كركوك في يد تنظيم داعش. سياسيا، حذر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، من التأخير في الاستجابة لطلبات المتظاهرين الأساسية وتطبيق الاصلاحات التي صوت عليها مجلس النواب. وقال مكتب الجبوري في بيان صحفي إن: "رئيس مجلس النواب سليم الجبوري استقبل في مكتبه الخاص الاربعاء، كريستوف كاستيان القائم بالأعمال الفرنسي لدى العراق، وجرى خلال اللقاء استعراض مجريات الأوضاع السياسية وتطورات ملف الحرب على داعش". وأكد ان "الاصلاح مسؤولية الجميع وأنه لا يمكن لطرف واحد أن ينهض بعملية الاصلاح"، لافتا الى ان "نجاح الإصلاح يكمن في مساهمة جميع أجهزة ومؤسسات الدولة بها". وحذر من "التأخير في الاستجابة لطلبات المتظاهرين الأساسية وتطبيق الإصلاحات التي صوت عليها مجلس النواب"، موضحا ان "ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على مجمل الأوضاع في البلد". من جانبه أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ضرورة عدم تأجيل انجاز المصالحة الوطنية الشاملة في العراق، مشدداً على أهمية المكافحة الجذرية للفساد عبر وضع خطط إستراتيجية لإصلاح جميع القطاعات. ونقل بيان للرئاسة العراقية امس عن الرئيس فؤاد معصوم قوله خلال استقباله رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق يانا هيباشكوفا إنه لابد من احترام الدستور كأساس لأية إصلاحات في البلاد. وحث الرئيس العراقي بعثة الاتحاد الأوروبي على مضاعفة جهودها في العراق، مثمنا مساندتها له في حربه الراهنة ضد تنظيم داعش الإرهابي.