لقي النائب العام المصري المستشار هشام بركات مصرعه عقب إصابته بجروح خطيرة عقب محاولة اغتيال إرهابية استهدفت موكبه خلال سيره بضاحية مصر الجديدة متوجها إلى عمله صباح أمس في أعنف تصعيد قبل ساعات من الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، والتي أسقطت نظام حكم جماعة الإخوان في مصر التي تصادف اليوم الثلاثاء. وباستهداف أرفع مسؤول قضائي في البلاد على أيدي الجماعات الإرهابية ثارت تكهنات في العاصمة المصرية عن كيفية نجاح المتطرفين في تنفيذ جريمتهم، خاصة عقب تزايد التهديدات في الأونة الأخيرة، والتي تزامنت مع قرار للمستشار الراحل الأحد بحظر النشر في القضية المعروفة إعلامياً ب«القضية 250» والتي يواجه فيها شخصيات بارزة وتنظيمات متعددة تهم التخابر والتمويل الأجنبي. وساد الترقب والحزن العاصمة المصرية بالتزامن مع استنكار شعبي وسياسي للمحاولة الإجرامية، ووعيد أمني «صامت» بضبط المتورطين في أقرب وقت خاصة بعد إعلان جماعة أطلقت على نفسها «المقاومة الشعبية» مسؤوليتها عن المحاولة. لقاء وخطة وعلى الفور التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وزير داخليته اللواء مجدي عبدالغفار في اجتماع استعرض المعلومات الأولية حول الحادث وملامح خطة تأمين البلاد في ذكري ثورة 30 يونيو بالتنسيق مع القوات المسلحة. ووفق بيان رئاسي -حصلت (اليوم) على نسخة منه- قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف: «إن السيسي شدد على سرعة الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتصدي بحزم لمثل هذه الحوادث التي تستهدف زعزعة الاستقرار وترويع المواطنين الآمنين»، وأكد وزير الداخلية المصري التصدي الحازم «لكافة أشكال العنف ومواجهة أية محاولات للخروج على القانون»، إضافة لتأمين كل مرافق الدولة وتركيب كاميرات وبوابات إلكترونية بمترو الأنفاق للكشف عن المفرقعات، وتأمين الوزارات والهيئات والمؤسسات والسجون والمجرى الملاحي لقناة السويس والمطارات والسد العالي وأبراج الكهرباء خاصة الرئيسية. تضارب وتأكيد وبعد ساعات من التضارب بشأن الحالة الصحية للمستشار بركات الذي نُقل بشكل مفاجئ على متن طائرة عسكرية من مستشفى النزهة إلى مستشفى المعادي العسكري تأكدت وفاته متأثراً بجراحه الخطيرة «تهتك بالرئتين وبالبطن وإصابة في الرأس» خاصة أن سيارته المصفحة تهشمت تمامًا جراء التفجير. ورغم أن المتحدث باسم الصحة المصرية الدكتور حسام عبدالغفار سبق أن قال: إن النائب العام أصيب بجروح (لم يحددها) نقل على إثرها إلى مستشفى النزهة الدولي، فيما نُقل 6 مصابين آخرين بينهم سائقه إلى مستشفى هليوبوليس الدولي لتلقي العلاج. إلا أن معلومات خاصة حصلت عليها (اليوم) من داخل مستشفى النزهة الدولي، قالت: إن عملية جراحية في الرأس، جرت على مدار ساعات للمستشار بركات، جراء إصابته الخطيرة. تفجير ومعاينة وقال شهود عيان ل(اليوم): إن قنبلة زُرعت أسفل سيارة، تم تفجيرها عن بعد، بمجرد مرور موكب النائب العام بشارع سلمان الفارسي القريب من شارع عمّار بن ياسر خلف الكلية الحربية بمصر الجديدة ما أحدث حالة من الرعب من شدة الانفجار مشيرين إلى تحطم الواجهات الزجاجية ل11 من الأبنية السكنية، وتحطم 30 سيارة خاصة. سيارة مفخخة من جهته أوضح مصدر أمني أن المعاينة المبدئية للحادث أفادت بأنه نتج عن تفجير سيارة مفخخة، وكشف أن التحريات الشرطة، أفادت بتواجد منفذي العملية في موقع التفجير، الذي صوروه قبل أن يفروا هاربين. بالسياق قالت معلومات خاصة: إن إحدى كاميرات المراقبة، رصدت شخصاً ملثمًا يضع جسماً غريباً أسفل سيارة متواجدة في طريق موكب النائب العام، وجار تحديد هويته. تبني ونفي وفي الوقت الذي أعلنت حركة أطلقت على نفسها «المقاومة الشعبية» الموالية للإخوان عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مسؤوليتها عن محاولة اغتيال النائب العام هشام بركات، قال خبير أمني رفيع -رفض نشر اسمه-: إن محاولة اغتيال بركات عملية معقدة وتحتاج وقتًا طويلًا لإعدادها وترتيبها وتجهيزها، نافياً أن تكون رداً على قرار النائب العام الأحد، بحظر النشر فيما يسمي بالقضية 250 أمن دولة، والتي تطال تهم التخابر، وتلقي أموال من الخارج. شخصيات وجهات عديدة. قطع وتشديد أمني وبينما قطع رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب زيارته التفقدية إلى توشكى وأسوان عائداً إلى القاهرة لمتابعة الحالة الصحية للنائب العام والاطمئنان عليه، علمت (اليوم) أن الأجهزة الأمنية التي تواصل جهودها لاعتقال المتورطين تعيد مراجعة خطط تأمين الجهات السيادية والوزراء والشخصيات العامة والمحاكم والقضاة، وأن توجيهات عليا صدرت بضرورة التنسيق مع قطاعات الأمن الوطني، والعمليات الخاصة، وغيرها بهذا الخصوص. تأهب وفيديو ميدانياً، ارتفعت وتيرة التأهب الأمني، عشية ذكرى ثورة 30 يونيو التي أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان، وعزلت رئيس البلاد وقتها محمد مرسي، بالتزامن مع دعوات للتظاهر والاحتجاج من قبل جماعة الإخوان وأنصارها. وانتشرت عناصر عسكرية وشرطية، بمحيط المنشآت السيادية والحيوية، وقرب مداخل ومخارج الميادين المهمة في كافة أنحاء البلاد. بالسياق، نشر تنظيم «داعش» الإرهابي مقطع فيديو أطلق عليه «تصفية القضاة»، وتضمن الفيديو مشاهد استهداف القضاة من أعضاء التنظيم بشمال سيناء. كان الإرهابيون استهدفوا سيارة يستقلها عدد من القضاة، قبل أسابيع، ردًا على إحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين إلى المفتي، ما أسفر عن استشهاد 3 قضاة وسائق السيارة، وإصابة آخرين.