أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن المملكة «ومجلس التعاون الخليجي» ستتخذ الاجراءات اللازمة لحماية المنطقة اذا لم يتم انهاء الانقلاب الحوثي في اليمن سلميا. جاء ذلك خلال إجابته على الأسئلة في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده عصر أمس مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي أعلن بدوره أن بريطانيا "مستعدة للتدخل بسلسة من الاجراءات التي ستطبق للضغط على الحوثيين وقررنا أن نعمل مع السعوديين والأمريكيين لتقديم هذا الدعم". وقال الفيصل: إننا بحاجة الى أن نعرف ما يجب أن نفعل لمساعدة الشعب اليمني؛ لأن الوضع بالغ الخطورة ويجب حماية المنطقة من عدوان الحوثيين، كما يجب حماية الشرعية التي يمثلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مؤكدا أن جميع الأطراف اليمنية (بما فيهم الحوثي) مدعوة لحوار الرياض. وكان سموه قد تلى بيانا في بداية المؤتمر، مشيرا الى أن مباحثات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد مع الوزير البريطاني تناولت العلاقات الثنائية من كافة جوانبها والدفع بها لآفاق أرحب، وتأتي من منطلق التعاون الوثيق القائم بين البلدين. ونوه الى أنه استكمل المباحثات بشكل موسع مع الوزير هاموند عن كافة الموضوعات والملفات التي تهم بلدينا خصوصا في ظل الوضع الخطير الذي تمر به منطقتنا. وقال: إن الملف اليمني تصدر المباحثات. وقال سموه: إن التصعيد الخطير الذي يشهده اليمن منذ انقلاب ميليشا الحوثي على الشرعية الدستورية يشكل تهديدا لاستقرار المنطقة والعالم بأسره، منوها بالدور الايجابي والبناء للمملكة المتحدة الى جانب المملكة العربية السعودية ودول التعاون والشركاء سواء عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية أو مؤتمر أصدقاء اليمن. وأكد أن الحل في اليمن يكمن في انصياع الانقلاب الحوثي وانسحابه من مؤسسات الدولة؛ لتمكين الحكومة الشرعية من القيام بدورها، وأهمية الاستجابة لدعوة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي لعقد مؤتمر الحوار في الرياض؛ لأن أمن اليمن ودول الخليج واحد لا يتجزأ. ودعا الفيصل الى العمل على ضمان عدم تحول البرنامج النووي لإيران الى ما يهدد أمن المنطقة والعالم، خصوصا في ظل سياسات عدائية من طهران للتدخل في شؤون دول المنطقة. وقال: إن المباحثات تناولت بطبيعة الحال تنظيم داعش الارهابي وسبل العمل معا لمكافحته. وشدد على تمسك المملكة بالحل السلمي للأزمة السورية عبر تشكيل هيئة حكم انتقالية على أن لا يكون لبشار الأسد أي دور حالي أو مستقبلي في التنسيق. وفي نظر المملكة فإن من المهم دعم المعارضة المعتدلة مع ضمان أن لا يكون هناك دور لنظام الأسد ومن تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري في ترتيبات المرحلة الانتقالية. وتناول الفيصل تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي استبعد حل الدولتين طالما بقي في سدة الحكم. وقال سموه: إن هذه التصريحات تشكل تحديا صارخا للإرادة الدولية ومبادئ شرعيتها وقراراتها الخاصة بهذا الشأن، وعلى المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته لتنفيذ الحل الدائم والشامل لقضية الشعب الفلسطيني. من جهته، أعرب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن سعادته بزيارته "السابعة" للمملكة العربية السعودية "منذ أن كان وزير الدفاع"، وقال: لقد عملنا معا لصالح السلام والأمن في هذه المنطقة، وقد استقبلنا ولي العهد السعودي مؤخرا في لندن وزيارتي هذه فرصة لأطور علاقات قوية وعميقة ملتزمين بالسلام في هذه المنطقة وفرصة لمناقشة مخاوفنا المشتركة أولها اليمن الذي يعيش وضعا متدهورا والتطورات الحديثة تدفعه بعيدا عن التسوية السلمية نحو حافة الحرب الأهلية، لقد أدنا قصف القصر الجمهوري والمساجد وأكدنا دعمنا للرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي. وأعرب هاموند عن تقدير بريطانيا لدور المملكة في حل المشكلة القائمة في اليمن، وقال: إنها تعمل لأجل ذلك، مؤكدا أن المجتمع الدولي لن يقف دون رد فعل بينما دول أخرى تهدم السلام والاستقرار في اليمن وتهدم حكم رئيسها الشرعي. وأكد أن التحالف (الدولي) المستمر ضد تنظيم داعش الإرهابي رحب باسهامات المملكة فيه، وقال: إنه يجب أن نستمر في العمل معا لايقاف تدفق المقاتلين الأجانب. وقال: إن العمل العسكري وحده ليس كافيا لهزيمة داعش. ونوه الى مفاوضات "النووي الايراني" قائلا: "لقد قمنا ببعض التقدم الهام في مفاوضات إيران، ولكن طهران عليها أن تتقدم خطوات الى الأمام قبل أن نصل الى صفقة"، مؤكدا أن عدم الاتفاق أفضل من التوصل الى صفقة سيئة، بينما يحق لإيران أن تملك برنامجا نوويا سلميا. وأعرب عن دعم بريطانيا لتعزيز المعارضة السورية المعتدلة ويجب تحقيق توازن على الأرض لكي ندفع النظام السوري الى تسوية سياسية لكن لن يكون لبشار أي دور في سوريا المستقبل، فقد أهدر دوره بقتله للشعب السوري. وشدد على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للسلام الدائم والشامل بين اسرائيل وفلسطين.