تأكيد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، في كلمته أثناء الدورة الثانية والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، الذي انعقد مؤخرا بالجزائر، أن هناك تنظيمات إرهابية هي واجهات لدول وأنظمة تسخر إمكاناتها للنيل من أمن الدول العربية واستقرارها واستمرارية وجودها، هو تأكيد يضع الأمة العربية أمام مسؤولياتها الكبرى؛ لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتصدي لها بشكل جماعي لا فردي، فتلك الظاهرة الخبيثة ما زالت تستهين بدماء أبناء الشعوب العربية، وتعمل على تقويض المكتسبات والإنجازات الحضارية للعرب، وتعمل تلك الدول والأنظمة التي أشار لها سموه لاستغلال -فئة ضالة- للدين الإسلامي لمحاربة الإسلام، تحت شعارات العقيدة الإسلامية المتناقضة تماما مع أفاعيلهم الشيطانية لسفك الدماء وإهدار الحريات والإفساد في الأرض. إنه تأكيد يستوجب بالضرورة مواجهة الخطر الإرهابي، فهو يمثل أكبر التحديات التي تواجهها الأمة العربية، وقد تمكن مجلس وزراء الداخلية العرب، بفضل الله وتوفيقه وبفضل دعم القيادات العربية، من كشف خطورة ظاهرة الإرهاب والعمل على وضع الإستراتيجية العربية المناسبة؛ لمواجهتها ومكافحتها بأفضل الطرق، وتلك الإستراتيجية الموضوعة تمثل مبادرة نوعية هامة وغير مسبوقة بأي جهد دولي مماثل لاحتواء تلك الظاهرة الخبيثة، وايقاف سريانها الأخطبوطي داخل البلدان العربية، التواقة إلى دعم أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها. إن تعزيز الإجراءات والمواجهات الميدانية الحازمة مع الإرهابيين وما يمارسونه من أفعال خبيثة تستهدف تقويض الأمن العربي وإصابته في مقتل، هو عمل لا بد من استمراريته ودعم فعالياته، فالفئة الضالة من الإرهابيين ما زالت تعمل على التغرير بالشباب العربي؛ لزجهم في أعمالها وممارساتها المشينة باسم الإسلام، وهو بتعاليمه ومبادئه السامية بريء كل البراءة من أفاعيل أصحابها وأضاليلهم وأكاذيبهم، فهم سادرون في غيهم وماضون في استغلال العقيدة الإسلامية بمبادئها الوسطية والمعتدلة لانتهاك حرمة دماء وأعراض وأموال المسلمين وغيرهم، ممن حرم الله -سبحانه- الاساءة إليهم وجعل من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. فالتحديات التي تواجهها الأمة العربية بفعل انتشار ظاهرة الإرهاب تحتم وتستدعي بالضرورة التصدي لها بحزم وعزم؛ لكشف أكاذيب وادعاءات أصحابها وحماية فئة الشباب العربي من الانخراط في سلك تلك الظاهرة المشينة، فأصحابها يمثلون -في حقيقة الأمر- واجهات وأدوات لدول وأنظمة تسخر كافة طاقاتها وامكاناتها العسكرية والمالية والفكرية للنيل من أمن الدول العربية واستقرارها، واستمرارية وجودها والعبث بمقدراتها. وقد لعبت المملكة وما زالت تلعب دورا فاعلا ومؤثرا لتعزيز أمن واستقرار وسلامة الدول العربية، وآخر شكل من أشكال ذلك الدور الفاعل استضافتها لمؤتمر الحوار اليمني، تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ سعيا لاستئناف العملية السياسية، انقاذا لليمن من حافة الانهيار، فالجهد السعودي مستمر دون توقف، لمواجهة ظاهرة الإرهاب وحماية الدول العربية كافة من شرورها، فالمنعطف الخطير الذي يعيشه العرب في وقتهم الحاضر، وهم يعانون من تلك الظاهرة، يستوجب العمل العربي الجماعي؛ لوقف تداعيات تلك الظاهرة واجتثاثها من جذورها وتقليم أظافر الإرهابيين أينما وجدوا؛ سعيا وراء تحقيق الأمن المنشود لكافة الأقطار العربية، والعمل على تعزيز وتعميق مسيرة التعاون العربي ورفع جهوزية الأجهزة الأمنية في كل الدول العربية؛ لمواجهة كافة التحديات الأمنية لمحاربة الإرهاب والأفكار المتطرفة والطائفية المقيتة، وصولا إلى حماية الأمن المشترك للأمة العربية.