أفادت مصادر داخل مدينة كوباني الحدودية السورية، والمرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد، أن المدينة شهدت أعنف قتال منذ أيام، فيما هاجم تنظيم داعش المقاتلين الأكراد بقذائف مورتر وسيارات ملغومة. وقال المرصد: إن التنظيم الذي يسيطر على أجزاء كثيرة من سورياوالعراق أطلق 44 قذيفة مورتر على المناطق الكردية في كوباني السبت، وإن بعضها سقط داخل أراضي تركيا، وأضاف: إن أربع قذائف أخرى أطلقت الأحد. وتتفاوت حمية القتال المستمر في كوباني بين الصعود والهبوط منذ شهر، وكان الأكراد حذروا قبل أسبوع من أن سقوط المدينة في قبضة التنظيم بات وشيكا، وكثف تحالف تقوده الولاياتالمتحدة غاراته الجوية على داعش التي تنشد السيطرة على كوباني لتعزيز موقعها في شمال سوريا. ويقصف التحالف أهداف داعش في العراق منذ أغسطس، ووسع حملته لتشمل سوريا في سبتمبر بعدما حقق التنظيم مكاسب كبيرة على الأرض. وزادت الغارات على التنظيم حول كوباني، واعتبر مصير المدينة اختبارا مهما لحملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على المسلحين المتشددين. وقال عبد الرحمن جوك، وهو صحفي في كوباني "شهدنا أعنف اشتباكات منذ أيام وربما منذ أسبوع الليلة الماضية. هاجمتنا (داعش) من ثلاث نواح مختلفة من بينها ناحية مبنى البلدية والسوق. "استمرت الاشتباكات حتى الصباح. قمنا بجولة بالمدينة في الصباح الباكر ورأينا الكثير من السيارات المحطمة في الشوارع وقذائف المورتر التي لم تنفجر. عمليات انتحارية ذكر المرصد أن تنظيم داعش شن هجومين بسيارتين ملغومتين مستهدفا مواقع كردية مساء السبت ما أسفر عن سقوط ضحايا، وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود في سماء كوباني الأحد. وقالت مقاتلة في وحدات حماية الشعب السورية الكردية طلبت عدم نشر اسمها: إن المقاتلين الأكراد تمكنوا من تفجير السيارتين الملغومتين قبل أن تصلا إلى أهدافهما. وأضافت: "كانت هناك اشتباكات ليلة السبت في كل أنحاء كوباني... وما زالت الاشتباكات مستمرة هذا الصباح." وقال المرصد: إن 70 من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا في اليومين الماضيين بحسب ما قالته مصادر في مستشفى ببلدة تل أبيض القريبة نقلت إليه جثث المقاتلين. وأضاف المرصد: إن بعض المقاتلين السوريين من لواء ثوار الرقة الذي يحارب إلى جانب المقاتلين الأكراد أعدموا اثنين من أسرى داعش. وقال: "أحدهما كان طفلا يبلغ من العمر نحو 15 عاما، قتلوهما بالرصاص في الرأس". وكانت تسجيلات فيديو وبيانات أصدرها تنظيم داعش، أوضحت أنه نفذ أيضا عمليات إعدام منذ بدء هجومه في سورياوالعراق، فقتل المئات من خصومه ومئات المدنيين المخالفين له في الرأي. كمين وعلى الجبهات الأخرى، قتل عدد من عناصر قوات النظام الأحد، بكمين نصبه لهم مقاتلون من الجيش الحر وكتائب إسلامية، قرب مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، وقالت وكالة سمارت للأنباء: إن مقاتلي "الحر" وكتائب إسلامية نصبوا كميناً لسيارتين، تابعتين لقوات النظام، على الطريق الدولي باتجاه مدينة مورك، قرب حاجز العبود، ودمروا السيارتين وقتلوا العناصر الذين كانوا فيها. وفي السياق، دارت اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلين من الجبهة الإسلامية في مدينة مورك، إثر محاولة عناصر الأول التقدم باتجاه كتيبة الدبابات، التي يسيطر عليها الجيش الحر وكتائب إسلامية، وتحاول قوات النظام، مدعومة بمليشيا "حزب الله" اللبناني التابعة له، التقدم باتجاه تل لطمين، المقابل لمدينة اللطامنة، حيث حفرت خندقاً تتحرك فيه من النقطة الثامنة باتجاه التل، على أطراف مدينة مورك، ودارت اشتباكات بينهم وبين مقاتلي فصائل غرفة عمليات مورك. معارك ريف درعا وعلى الجبهة الجنوبية أعلنت كتائب وألوية تابعة للجيش الحر الأحد، استمرار معركة "رمي الجمرات"، في بلدة عتمان بريف درعا الشمالي. وأوضح بيان صادر عن هذه الكتائب أن عدداً من الفصائل انسحبت من المعركة في وقت سابق، بعد انطلاقها أول أيام عيد الأضحى، بهدف فتح الطريق والسيطرة على نقاط في محيط بلدة عتمان، وفك الحصار عن البلدة، وفق ما جاء في بيان صادر حينها. ومن الألوية والكتائب المستمرة في المعركة: "جيش اليرموك، لواء المعتز بالله، جبهة ثوار سوريا، ألوية سيف الشام، كتيبة الفرسان، الفيلق الأول، لواء الفاروق، فوج المدفعية، لواء شهداء حوران، لواء توحيد كتائب حوران". وفي سياق متصل، قضى مقاتل من الجيش الحر صباح أمس، خلال اشتباكات في محيط عتمان، واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في محيط البلدة، ما أوقع قتيلاً للأخير، وسط قصف برشاشات "شيلكا"، مصدره المدينة الرياضية، إلى ذلك، استهدف الجيش الحر بالرشاشات الثقيلة ومضادات الطيران وقذائف الدبابات، مواقع قوات النظام عند حاجز "المعصرة"، غربي عتمان، وحاجزي "السرو" و"المتقدم"، بين بلدتي اليادودة وعتمان. كذلك، دارت اشتباكات بين الجانبين على طريق نوى - الشيخ مسكين، تزامناً مع قصف بقذائف المدفعية والدبابات على مدينة الشيخ مسكين، من اللواء 82.