أشار خبراء الطقس، إلى أن انخفاض نسبة الرطوبة يكون نسبيا الليلة في الساحل الشرقي، مستمرةً بمعدلات مرتفعة حتى بداية اكتوبر المقبل، وتكون على فترات متقاربة خلال الشهر الجاري، حيث لا زالت تتدفق حاليا نتيجة نشاط الرياح الموسمية القادمة من بحر العرب، فيما اندفعت موجة استوائية من سواحل شمال غرب الهند نحو شمال بحر العرب، ما ترجح معها التوقعات المبدئية تأثر الأجواء بالمزيد من الرطوبة خلال الأيام القادمة، ويرتبط ارتفاع معدلات الرطوبة بتواجد المنخفضات الجوية التي تتسبب في تغير اتجاه الرياح الى جنوبيةشرقية، إضافة الى تأثير نسيم البحر في رياح متقلبة الاتجاه وخفيفة السرعة، ويعد الطقس هذه الأيام الأشد في معظم العوامل المناخية المعتادة صيفا، وبشكل خاص التأثير المباشر لمنخفض الهند الموسمي وغياب الرياح الشمالية وسيطرة الهواء المتشبع ببخار الماء. ويكون تأثير الرطوبة أيضا في الإحساس بحرارة أعلى من المرصودة في الواقع، وبالتالي الشعور بالأجواء المُرهقة والخانقة بشكل مضاعف، وتمثل الرطوبة الجوية أهمية أخرى وأساسية في المنظومة المناخية، عندما تتضاعف كمية التبخر في الغلاف الجوي، ومن ثم دورها في ترطيب الهواء وتوازنه في المقبولية من خلال هذه العملية الأزلية بالمسطحات المائية التي تغطي أكثر من ثلثي سطح الكرة الأرضية، فيما تكون النسبة في الأطراف الشرقية من المملكة وسواحل الخليج العربي عالية جدا في الصيف، وكان لامتداد الرطوبة في الوسطى نفس التأثير بالرغم من درجات الحرارة المعتدلة. وفي سياق متصل، قال رئيس قسم الأرصاد ومدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور منصور المزروعي: إن المناطق الشرقية بشكل خاص والوسطى لا زالت تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة نظرا لاستمرار تأثير منخفض الهند الموسمي، إلى جانب تأثر المملكة بمرتفع جوي شبه مداري في طبقات الجو العليا يعمد على دفع تيارات هوائية شرقية جافة وحارة على مناطق الرياض، والقصيم، والأجزاء الداخلية لمنطقة مكةوالمدينة، وجنوبتبوك والتي تسجل درجات حرارة فوق ال 40 درجة مئوية قد تصل في بعض الأحيان إلى 45 درجة، ودرجات الحرارة تعد -نسبيا- حول المعدل في معظم سواحل المملكة، ولكن زيادة معدلات الرطوبة يعطي إحساسا أكبر بالحرارة. وأضاف: إن الأمطار -بإذن الله- أفضل من سابقها حتى نهاية هذا الأسبوع من ناحية الكمية والمكان لمناطق متفرقة في جنوب غرب المملكة وعلى مرتفعات جازان وسواحلها، ومرتفعات عسير والباحة، وتشمل المرتفعات الغربية على أجزاء متفرقة من الطائف تمتد لتصل إلى شرق وجنوب شرق منطقة مكةالمكرمة وسواحلها خاصة الجنوبية منها، كما تتأثر المرتفعات الشمالية لمنطقة مكةالمكرمة وصولاً لمرتفعات جنوب وجنوب غرب منطقة المدينةالمنورة، كما تتأثر جدة خلال هذه الفترة بوجود تشكيلات من السحب المتوسطة والمنخفضة وقد تتخللها سحب رعدية ممطرة خاصة في أجزائها الشرقيةوالجنوبية. أوضح الدكتور المزروعي، أن تراجع الخط الفاصل شبه المداري الممطر للجنوب حاليا وتمركزه على الأجزاء الشرقية لقارة إفريقيا المحاذية للأجزاء الجنوبية من المملكة يؤدي إلى دفع تيارات جنوبية غربية رطبة ودافئة على الأجزاء الجنوبية الغربية من المملكة بشكل خاص، تمتد حتى مرتفعات منطقة مكةالمكرمة، مع استمرار تدفق تيارات جنوبية رطبة من بحر العرب المصاحبة لنشاط الرياح الموسمية والتي تؤثر بشكل رئيسي على القارة الهندية، ويساعد تفاعل تلك التيارات (الجنوبية والجنوبية الغربية) مع الرياح القادمة من الشمال الباردة نسبيا، في تكوّن حالات من عدم الاستقرار تعمل فيها الجبال كعامل مساعد للرفع لطبقات الجو العليا وتكون النشوآت التي تظهر معالمها في فترة الظهيرة، وتهطل منها الأمطار بعد ذلك حتى المساء.