قال مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي ورئيس قسم الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور منصور بن عطيه المزروعي، إن مخرجات نماذج الطقس تشير - بإذن الله تعالى- إلى أن هذا الأسبوع سوف يشهد استمرار الأمطار المصاحبة للعواصف الرعدية والبروق على أجزاء متفرقة من المملكة، كما يتوقع أن تكون هذه الأمطار أفضل من سابقتها، سواء من ناحية الكمية أو المكان، على مناطق متفرقة من جنوب غرب السعودية، تشمل مرتفعات جازان وسواحلها، ومرتفعات عسير والباحة، كما تؤثر على المرتفعات الغربية التي تشمل أجزاءً متفرقة من مرتفعات الطائف، تمتد لتصل لشرق وجنوب شرق مكةالمكرمة وسواحلها، خصوصاً الجنوبية منها، كما ستتأثر المرتفعات الشمالية لمنطقة مكةالمكرمة وصولاً لمرتفعات جنوب وجنوب غرب منطقة المدينةالمنورة بتلك الأمطار. وأوضح المزروعي أن غزارة الأمطار واتساع رقعتها ستكون خلال الأيام الثلاثة المقبلة - بإذن الله- على المرتفعات الجنوبية الغربية وسواحل منطقة جازان بشكلٍ خاص، ومن ثم نسبياً تقل تدريجياً للمرتفعات الغربية وسواحلها الجنوبية وصولاً لمنطقة المدينةالمنورة، وتتأثر أجزاء من سواحل منطقة مكةالمكرمة خلال هذه الفترة بوجود تشكيلات من السحب المتوسطة والمنخفضة، قد تتخللها سحب رعدية ممطرة، خصوصاً على أجزائها الشرقيةوالجنوبية لمحافظة القنفذة والليث وجدة ورابغ.
وذكر أنه نتيجة للرياح الهابطة من السحب الرعدية الممطرة فإنه يتوقع أن تنشط رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار على مناطق محدودة وقريبة لهذه السحب الرعدية.
وأرجع المزروعي هذه الأمطار لعدة أسباب منها: أنه مع تراجع خط الفاصل شبه المداري الممطر للجنوب حالياً وتمركزه على الأجزاء الشرقية لقارة إفريقيا المحاذية للأجزاء الجنوبية من المملكة؛ يؤدي ذلك إلى دفع تيارات جنوبية غربية رطبة ودافئة على الأجزاء الجنوبية الغربية من المملكة بشكلٍ خاص، تمتد حتى مرتفعات منطقة مكةالمكرمة، إضافة إلى استمرار تدفق تيارات جنوبية رطبة من بحر العرب المصاحبة لنشاط الرياح الموسمية التي تؤثر بشكل رئيسي في القارة الهندية.
وأوضح أن تفاعل تلك التيارات "الجنوبية والجنوبية الغربية" مع الرياح القادمة من الشمال الباردة نسبياً؛ يؤدي إلى تكون حالات من عدم الاستقرار تعمل فيها الجبال كعامل مساعد للرفع لطبقات الجو العليا، وتكون النشوءات التي تظهر معالمها في فترة الظهيرة، وتهطل منها الأمطار بعد ذلك حتى المساء؛ لذلك فإن المرتفعات بشكلٍ خاص هي أكثر المناطق تأثراً بهذا التفاعل بين الكتل الهوائية المختلفة.
وبالنسبة لدرجات الحرارة أوضح المزروعي أن المناطق الشرقية والشمالية الشرقية والوسطى، خصوصاً الشرقية منها، بالإضافة إلى الأجزاء الداخلية لمنطقة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، ما زالت تعاني ارتفاعاً في درجات الحرارة؛ نظراً لاستمرار تأثير منخفض الهند الموسمي على الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية من المملكة بشكلٍ خاص، وتأثر المملكة أيضاً بمرتفع جوي شبه مداري في طبقات الجو العليا، يعمل على دفع تيارات هوائية شرقية جافة وحارة على مناطق الرياض والقصيم والأجزاء الداخلية لمنطقة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والأجزاء الجنوبية لمنطقة تبوك؛ لذا فإن معظم مدن تلك المناطق سوف تسجل درجات حرارة فوق ال40 درجة مئوية، قد تصل في بعض الأحيان إلى 45 درجة مئوية، بينما درجات الحرارة تعد نسبياً حول المعدل في معظم سواحل المملكة، ولكن زيادة معدلات الرطوبة يعطي إحساساً أكبر بالحرارة.