إن معامل تكرير النفط في الخليج العربي، التي تقوم بأكبر توسيع منذ عقود، على وشك أن تشحن أكبر كمية من الوقود مثل البنزين إلى آسيا منذ ثمانية أشهر، كما تبين قوائم الشحن. واستأجر التجار السفن من السوق الفورية لتحميل 3.91 مليون طن متري من النفط المكرر في الأسابيع الأربعة المنتهية التي ستنتهي في العاشر من آب أغسطس، وفقاً لبيانات حجز السفن التي جمعتها بلومبيرج أمس. والجدول، وهو الأعلى مستوى منذ ديسمبر كانون الاول، لايشمل الشحنات المنظمة طبقاً لعقود التأجير طويلة الأجل، كما أن وسطاء الشحن وسماسرة السفن لايبلغون عن جميع التعاملات والصفقات. ودول الشرق الأوسط، بقيادة المملكة العربية السعودية، التي هي أكبر مصدر للنفط الخام، تزيد من قدرتها على تكرير النفط والاستفادة من ارتفاع أسعار الوقود المكرر. وبالتالي فإن المنطقة ستضيف 815 ألف برميل يومياً من طاقتها التكريرية بحلول نهاية هذا العام، وفقا لتقديرات المحللين في شركة «جيه بي سي للطاقة المحدودة» ومقرها فيينا. وهذا يعتبر بأنه يعادل حمولة أكبر ناقلات منتجات الصناعة التي تستطيع نقلها بشكل طبيعي. وقال مايكل داي ميشاي، المحلل في سوق الطاقة لدى شركة «جيه بي سي»، عن طريق الهاتف في 28 يوليو: «ونحن نرى هذا التدفق المتزايد من الشحنات إلى آسيا باعتبارها التغيير الهيكلي الذي من المرجح أن يستمر لبضع سنوات». وأضاف: «إن نمو مدخلات المصافي في بلدان مثل المملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عمان كان مدهشاً حتى الآن من هذا العام». ويمكن إلغاء عقود تأجير السفن بصورة سرية، أو يمكن أن تبحر السفن إلى وجهات أخرى غير تلك المقررة. وقد استبعدت البيانات أي سفينة تم تأجيرها مرتين خلال فترة 45 يوماً، وهو تقريباً الوقت الذي تستغرقه السفينة في الإبحار والعودة من المملكة العربية السعودية إلى اليابان. وأهمية آسيا كمصدر للطلب آخذة في الارتفاع، لأن روسيا تزيد من شحنات الوقود إلى أوروبا، وارتفاع إنتاج النفط في الولاياتالمتحدة قد كبح من اعتماد البلاد على الطاقة الأجنبية. وقد ارتفع الطلب على البنزين في الصين بنسبة 16 في المائة في يونيو حزيران، وزاد استهلاك نواتج التقطير المتوسطة مثل الديزل بنسبة 6.9 في المائة، وفقا لبنك إتش إس بي سي. وقال ابهيشيك ديشباندي، وهو محلل أسواق النفط في ناتيكسيس، وهو بنك استثماري مقره لندن: «نحن نعتقد أن الطلب الصيني آخذ في التحسن». وأضاف: «وثمة عامل آخر لزيادة التدفقات من الشرق الاوسط، ويمكن أن يكون سبب ذلك هو أن المصافي هناك تنافس معامل التكرير الآسيوية في مجال الأسعار، وذلك من خلال البيع بأسعار مغرية».