بدأت موجة من تكرير النفط في الشرق الأوسط بملء الناقلات لتصدير أنواع الوقود المكرر في الشرق الأوسط، وهو ما دفع بأجور الشحن والنقل إلى أعلى مستوى لها خلال هذه الفترة من السنة منذ عام 2008. هذا العام ستقوم بلدان من السعودية إلى الإمارات العربية المتحدة بتكرير ومعالجة 8.8 مليون برميل من الخام في اليوم، وهو ما يشكل تقريباً 10% من الاستهلاك العالمي، وهو أعلى مستوى من التقديرات التي بدأت في عام 2006، بحسب الوكالة الدولية للطاقة. وقد حجز المتداولون كمية من منتجات النفط من الخليج العربي على الناقلات في السوق الفورية هذا العام تزيد بمعدل 19% عن الفترة نفسها من عام 2013، وفقاً لبيانات من تجميع بلومبيرج. يبلغ أجر الناقلات الكبيرة أكثر من 22 ألف دولار في اليوم، وهو أعلى سعر عن شهر سبتمبر منذ 6 سنوات. البلدان المصدرة للخام في المنطقة تتجه الآن أكثر من قبل إلى تحويل نفطها إلى ديزل ووقود النفاثات، التي يحقق قيمة أعلى، وفي الوقت نفسه تقليص النفقات التي تدفعها على وارداتها من هذه المنتجات. كما أن أعمال العنف التي اندلعت في العراق وسوريا لم تعمل على تقييد كميات الشحن من بلدان أخرى في الشرق الأوسط. في مكالمة هاتفية بتاريخ 24 سبتمبر قال إيريك هافالدسين، وهو محلل في أوسلو لدى شركة باريتو للأوراق المالية: «من الواضح أنه سيكون لهذا التطور أثر هائل على الطلب على ناقلات المنتجات، وبصورة خاصة الناقلات الكبيرة المختصة في نقل المنتجات. لقد بدأنا نشهد بعض الأثر منذ الآن، ومن المرجح أن تزداد أجور الشحن ارتفاعاً.» زيادة الأجور الشحنات الكاملة من المنتجات المكررة، ومنها ما يتم ترتيبه على رحلات مستأجرة على المدى الطويل، سوف تتوسع بنسبة 11% هذا العام، وفقاً لبيانات من شركة كلاركسون في لندن، وهي أكبر شركة وساطة للسفن في العالم. تعكس الصادرات تحولاً في الشحنات من منطقة كانت تشكل في السنة الماضية حوالي 33% من إجمالي إنتاج الخام في العالم، وفقاً لبيانات من شركة بريتش بتروليوم. وسوف يجتمع ممثلون من الشرق الأوسط هذه الاتجاهات العامة في مؤتمر النفط لمنطقة آسيا والباسيفيك، اليوم يباشر اليوم الثلاثاء، 30 سبتمبر، أعماله في سنغافورة. الناقلات من فئة Large Range 2، وهي أكبر ناقلات للنفط، وتعتبر بالتالي الأفضل للتداولات ذات المسافات الطويلة، كانت تتقاضى 22,548 دولاراً في اليوم بتاريخ 19 سبتمبر نتيجة نقل أنواع الوقود من السعودية إلى اليابان، وهو أعلى سعر خلال هذا الوقت من العام منذ 2008، وفقاً لبيانات من كلاركسون. ووفقاً لمتوسط تقديرات 5 محللين من تجميع بلومبيرج، سيكون متوسط الأجرة اليومية التي ستتقاضاها هذه الناقلات في الربع الرابع من العام هو 21 ألف دولار. وكانت آخر مرة حصلت هذه الناقلات على هذه الأسعار على أساس ربعي على خط السعودية اليابان هي في نهاية عام 2012. وفي حين أن الشحنات الخارجية في حالة توسع، إلا أن الطلب على شحنات الوقود يشهد نوعاً من التراجع حالياً في كل من الصين وأوروبا، اللتين تشكلان معاً حوالي 32% من الاستهلاك العالمي للنفط. مع ذلك، ليست هناك علامات تشير إلى توقف الاندفاع في معدلات التكرير والشحن في الشرق الأوسط. حجز المتداولون 90.86 مليون طن متري من شحنات منتجات النفط ليتم تحميلها من موانئ المنطقة على السوق الفورية حتى الوقت الحالي من هذا العام، مقارنة بمعدل 76 طنا متريا، خلال الفترة نفسها من عام 2013، وفقاً لقوائم تأجير الناقلات التي جمعتها بلومبيرج. ستشكل بلدان الخليج العربي حوالي نصف القدرة التكريرية لمنتجات الوقود بالمعدل العالمي، اعتباراً من السنة المقبلة، وفقاً لبيانات من الشركة الاستشارية JBC Energy، ومقرها فيينا. وتضيف السعودية معمل تكرير للتصدير في ينبع بقدرة تكرير تبلغ 400 ألف برميل يومياً. وتقوم أبو ظبي برفع قدرتها إلى الضعف في أكبر مصافيها، وهو معمل بقدرة تكرير 400 ألف برميل يومياً في الرويس.