اسمه عبد الله بن سلام بن الحارث الأنصاري ويكنى بأبي يوسف وهو من ذرية يوسف بن يعقوب عليهما السلام وكان قبل إسلامه يهوديا من بني قينقاع واسمه (حصين) فلما أعلن الشهادة أمام النبي صلى الله عليه وسلم سماه (عبدالله) وقد كان رضي الله عنه حبراً من كبار علماء اليهود يعظ الناس ويتعبد ويتلو التوراة ويقرأ فيها صفات آخر الأنبياء فلما سمع بظهور النبي صلى الله عليه وسلم أخذ يتحرى عن اسمه ونسبه وصفاته وزمانه ومكانه ويطابق بينها وبين ما هو مسطر في كتبهم حتى استيقن من نبوته فكتم ذلك عن اليهود حتى هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فلما علم بذلك ذهب إليه فوراً ووجد الناس يزدحمون ببابه فزاحمهم حتى صار قريبا منه صلى الله عليه وسلم فسمع منه وهو يقول: ( أيها الناس، أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) ثم بدأ يتفرس في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيقن بأن وجهه ليس بوجه كذاب فقال له: إني سائلك عن ثلاث لا يعملها إلا نبي ثم شهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. بعد ذلك انصرف عبد الله بن سلام إلى بيته ودعا زوجته وأولاده وأهله إلى الإسلام فأسلموا جميعا وأسلمت معهم عمته (خالدة بنت الحارث) وأوصاهم بأن يكتموا إسلامه وإسلامهم عن اليهود حتى يأذن لهم. وقد أثنى عليه اليهود خيراً في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يعلموا بإسلامه ثم ذموه بعدما علموا بذلك. وقد قال عنه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام. وقد توفي رضي الله عنه في المدينة عام 43ه وله في كتب السنة (25) حديثاً.