اختتمت في الرياض أمس (الاثنين)، جولة جديدة من المحادثات الفنية المغلقة بين الوفدين الروسي والأمريكي، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد حلول توافقية للأزمة الأوكرانية؛ وذلك امتدادًا لدور المملكة المحوري في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، وترسيخ نهج الحوار كوسيلة لحل النزاعات الدولية. واستمرت المحادثات بين روسياوالولاياتالمتحدة لمدة 12 ساعة، حيث تناولت التطورات المتعلقة بوقف إطلاق النار في منشآت الطاقة والبحر الأسود، وهو ما تم الاتفاق عليه مسبقًا خلال اجتماع سابق مع الجانب الأوكراني. وفي الوقت ذاته، تواصلت جولة أخرى من المفاوضات بين كييف وواشنطن في الساعات الأخيرة. وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، أن الوفد الأمريكي ناقش خلال المحادثات مقترحًا لوقف إطلاق النار البحري في البحر الأسود، ما يتيح للطرفين الروسي والأوكراني استئناف نقل الحبوب والوقود والتجارة، على أن يتم لاحقًا توسيع النقاش؛ ليشمل آليات ضبط "خط السيطرة"، وآليات التحقق وحفظ الهدنة المؤقتة. وشدد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، على وجود تفاهُم مشترك مع الولاياتالمتحدة، بشأن الاستعداد لتسوية النزاع، موضحًا أن مبادرة التهدئة في البحر الأسود شكلت محور المباحثات، مؤكدًا أن موسكو ما تزال ملتزمة بعدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية، رغم استمرار كييف في شن هجمات مضادة. وعقب انتهاء المحادثات الأمريكية- الأوكرانية في الرياض، وصف وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، المفاوضات بأنها "مثمرة ومركزة"، مشيرًا إلى مناقشة قضايا رئيسة؛ من بينها ملف الطاقة. وتؤكد استضافة الرياض لهذه المحادثات الدور الفاعل الذي تلعبه المملكة في المشهد السياسي الدولي، حيث تعمل على تعزيز الدبلوماسية؛ كأداة لحل النزاعات، مستفيدةً من علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف، ما يجعلها وسيطًا موثوقًا في الجهود الرامية؛ لإيجاد حلول سلمية للأزمة الأوكرانية.