تلاحق المطلقة نظرات متباينة من قبل أفراد المجتمع ، اعظم ما فيها سهام الشك والريبة فضلا عن الاتهامات غير الأخلاقية التي تلاحقهن ونظرات الفشل التي لا تعرف سوى ظواهر الحالات للمطلقة. وتختلف أسباب الطلاق في المجتمع بين عدم التوافق والمشكلات الاخرى المتمثلة في عدم الإنجاب وغيرهما غير أن هنالك بعض الأسباب التي نورد نماذج منها في بعض الحكايات والبعض الآخر من خلال بعض الآراء التي رصدتها (اليوم). ولعل من ابرز الأسباب للطلاق ما يظهر في الهجوم الضاري الذي يشنه الرجال على النساء استنادا على تقييم ومقارنة المرأة بين الامس واليوم.. فالذكور يتحسرون على الأيام الخوالي عندما كانت المرأة تقوم بالخدمة داخل البيت وتهتم بشؤون أسرتها وتربية صغارها، ليس الرجال فحسب بل هناك بعض الأمهات ممن يكلن الاتهامات على اهتمامات المرأة العصرية التي دخلت مجال العمل وأصبحت موظفة أو صاحبة عمل مثلها مثل الرجل. ومجمل الاتهامات لا تخرج عن إطار الإهمال واتساع هذه الدائرة وما ينسحب مع ذلك من إطالة الحديث والثرثرة. رحلة الآلام والمعاناة لم تتعرف هبة على خطيبها بشكل جيد، فكانت النتيجة الطلاق بعد 4 سنوات من المعاناة والألم مع رجل بخيل يتعمد ضرب زوجته بسبب أبسط الأمور. مريم عُقد عليها وهي لا تزال طفلة، بسبب قرار أمها، وبعد 10 سنوات من العيش مع زوجها (ابن خالها). تحملت خلالها الكثير من الألم والمعاناة، قررت ان تنال حريتها بواسطة الخلع. حلمت منى بحياة أفضل مع العريس الذي تقدم لخطبتها، لم تكن تعلم أنها تخطو نحو الجحيم بقدميها، وبعد فصول مأساوية قررت طلب الطلاق، ونالته فعلاً. هبة ومريم ومنى، اللاتي يروين قصصهن ل (اليوم) في هذا التحقيق، كن كالمستجيرات من الرمضاء بالنار، فلقد فتحن على أنفسهم أبواب الجحيم بدخول عالم المطلقات، الذي لا يرحم، فالمجتمع ينظر للمطلقة نظرات مليئة بالريبة والشك من أنهن على استعداد لإقامة علاقات غير شرعية وأخلاقية. وسط اتهامات لهن بأنهن فاشلات في حياتهن، وغير قادرات على بناء أسر سعيدة، فالكل يحملهن نتيجة الفشل، متناسين ان هناك شريكا آخر في هذه الحياة، ربما كان هو السبب فيما آل إليه مصير الزواج. من خارج إطار المطلقات، تؤكد شريحة من الفتيات والمتزوجات ما تتعرض له المطلقات من ظلم وامتهان ونظرة سلبية قاتمة، مع ان هناك من يؤكد ان المطلقة قادرة على بناء حياة زوجية ناجحة، بالاستفادة من التجربة الفاشلة، التي خاضتها، واستخلصت منها العبر والدروس، وأيضاً بناء مستقبل مهني ودراسي ناجح، لأنها ستكون أكثر إصراراً على النجاح، خوفاً من فشل آخر. (اليوم) تفتح ملف المطلقات على لسانهن، وهن يروين تجاربهن/ مآسيهن، كما تستطلع آراء المجتمع لهن، ورأي علم النفس في هذه القضية الحساسة الشائكة. الاستهتار والإهمال احمد العبد الله يتهم نساء اليوم بأنهن لا يعرفن شيئا من الواجبات والحقوق، وما هو مطلوب منهن عمله داخل بيت الزوجية، حتى ترتيب المنزل واعداد الطعام وترتيب السفرة قبل وصول الزوج الى المنزل. ودائما ما تجدها أمام شاشة التلفاز او تجري مكالمة بالهاتف، فهي بذلك لا تشعر بالرجل ابدا دائما ما تجعل حجتها إنها مضطرة الى ان تلجأ لهذه الأشياء لعلها بذلك تشغل وقت فراغها. محمد بن عبدالله (خمسيني) معلم يؤكد ان الفرق بين امرأة الامس واليوم، فرق السماء عن الارض. فهو يقول عن نساء الحاضر انهن متخلفات لا يفمهن فن الطبخ (الطهي) ولا يعرفن تقسيم الوقت فمعظمه يضيع بين الاهمال والثرثرة ولا تهتم المرأة بامور الزوج. وللأسف الشديد ان ما هو مأخوذ على نساء اليوم الاسراف في التعامل مع المال كما هو الاسراف في التعامل مع الوقت. فتجد النساء بين الاسواق والمحلات التجارية والتسوق في مراكز المواد الغذائية، بحاجة او دون حاجة من غير تركيز على احتياجات منزلية مهمة او حتى ما يهم المرأة في قضاء مستلزماتها الخصوصية، ومعروف عند معظم الرجال ان المرأة لا تأبه بتوفير المال وكأن الرجل لم يخلق الا ليتزوجها ويصرف عليها من المال الذي يدغدغ نزوتها في توفير ما تريده او ما لا تريده. ويشير ابو نداء الى ان المرأة اليوم ليست المرأة بالامس. فهي عصبية ان تعرضت لموقف معين. فتجدها لا تضبط اعصابها قدر المستطاع ولا تعرف كيف تمتص غضب الرجل (الزوج) ، كما انها تزعل لاقل الاشياء او تعترض على كل شيء.عموما المرأة اليوم لا تعرف كظم الغيظ. ويضيف ان المرأة من طبيعتها الغيرة، الا ان غيرة المرأة اليوم متشنجة حتى من اقرب الناس اليك مثل امك او اختك. وهذا يدل على ان المرأة اليوم ليست واثقة كثيرا من نفسها. ويعيب احد الكهول وهو (في عقده الثامن) على نساء اليوم انهن غير نشيطات ولا تحب الحركة او التفاعل بالحياة اليومية مع زوجها او أولادها ويخص ابو عقيل المرأة الموظفة التي خرجت من واجباتها وتخلت عن رسالتها الاصلية والتحقت بالوظيفة، ففي نظره أصبحت المرأة مهملة بحق زوجها وحق أطفالها. كما ان المرأة مقصرة بحق نفسها خصوصا امام زوجها، فتجد ان المرأة (الزوجة) لا تبالي بالاهتمام في حق زوجها ولا تحرص عليه. أسباب الاستقرار اما ام محمد (في عقدها الرابع) فتقول نساء اليوم يحرصن على نظافتهن واناقتهن ليس امام الازواج.انما في الاعراس والحفلات وتلبية الدعوات والخروج الى الاسواق اما امام الزوج فليس مهما ان تظهر الزوجة في ملابس المطبخ كما ان ما هو معروف عن المرأة اليوم انها ترفع صوتها امام الزوج ان الاحترام ضعيف وان وجد. وتؤكد ان الرجل لا يحب المرأة ذات الصوت المرتفع، وتنصح بنات حواء بان تسيطر على ذلك عن طريق التأني أثناء الحديث والتفكير بما ستقوله.كما تطالب بان تشعر المرأة الزوج بالحب والمودة التي جبلت عليه. وعلى المرأة ان تبتعد عن الثرثرة وان تتجنبها أمام زوجها. فالرجال لا يحبون المرأة الثرثارة ولا يحبون الجدل في النقاش او الحد في مواضيع أخرى. بل يجب على المرأة ان تختصر دائما في حديثها امام الزوج. وتختتم حديثها ان المرأة بطبيعتها تحب السيطرة في كل شيء وكأنها في صراع دائم في حياتها الزوجية. وبالعكس فالازواج لا يحبون المرأة التي تتعامل بفرض السيطرة. لان ذلك يشعره بعدم انوثتها، لذا اشعري زوجك بانه صاحب الامر والنهي وهو المسيطر الوحيد في البيت وانك امرأة مسالمة تأخذ بآراء الآخرين ولا تتمسك فقط برأيها. وتتهم احدي الاخصائيات الاجتماعيات المرأة (الموظفة) بالذات بانها تخلت عن رسالتها في تربية اطفالها وخدمة بيتها وزوجها، وراحت تهتم في حياتها العملية ولا غيرها. وهذا امر لا يتلاءم مع رسالة المرأة التي خلقت من اجله، واليوم ونحن نرى الكثير من مشاكل الابناء التي تغص بهم دور الملاحظة والمتابعة والاحداث!! كما اننا اليوم في حرب اعلامية مؤثرة على سلوك واخلاق الاطفال فكيف نجابهها نحن الامهات؟ وما يجب على المرأة عمله هو ان تعطى عملها ما يلزمه من حق وان تعطي اطفالها ما هو مطلوب عليها من رسالة اسمها امومة خالصة، وألا تمشي ركضا وراء الوظيفة.. وتترك تربية ابنائها تحت رحمة خادمات لا يمتن لنا في الاخلاق ولا حتى في الدين والعادات والتقاليد من شيء وتؤكد الدوسري ان معظم المشاكل التي تقع للابناء هم (مراهقون) لم يوجهوا جيدا في حياتهم (في طفولتهم) التوجيه الصحيح بل انهم عاشوا في ظروف حفها الاتكال والاشكال على تربية الخادمات. ويتساءل احمد (18 عاما) عن دور الام الحاضر الغائب ويتهم الامهات طبعا ليس كلهن بالتقصير ويواصل احمد ان الامهات اصبحن يعشن حياتهن الخاصة ما بين تلبية الدعوات والسهر في الحفلات والمناسبات، والخروج من المنزل اكثر من مكوثهن فيه، وان تواجدن فانهن يجلسن امام شاشات التلفاز ويواصلن متابعة ومشاهدة المسلسات التلفزيونية والمدبلجة منها، ولا يعرفن عن ابنائهن شيئا. الحكم على المرأة ترى الدكتورة نادية بو حمد (أخصائية نفسية) أن مجتمعنا يحكم على المرأة المطلقة من خلال سلوكها وتحركاتها وليس من خلال شخصيتها أو التربية التي نشأت عليها. وأضافت يعتقد الكثير أن من السهل على المرأة المطلقة إقامة علاقات غير شرعية والقيام بأعمال غير أخلاقية. لذا فإن الكثير من أفراد مجتمعنا لديهم نظرة، أو ردة فعل سلبية للمطلقة، وبالتالي يعاملونها معاملة ظالمة. وعلى الرغم من أن ديننا الإسلام لم يقدم دليلاً يسمح بمعاملة المرأة المطلقة بشكل مختلف عن الأخريات, إلا أن ردة فعل المجتمع مبنية على العادات والتقاليد. وتضيف هؤلاء الناس ليس لديهم خلفية كافية عن دينهم وينقصهم العلم والثقافة والوعي. كما ترى الدكتورة نادية أنه لا يوجد حل سهل لجعل الناس في مجتمعنا يغيرون موقفهم, فقد تربوا على أفكار أهاليهم، ومن الصعب أن نغير تفكيرهم بين يوم وليلة. الرهان على الأجيال القادمة واضافت من أجل أجيال أكثر تفهماً وتقدماً في التفكير يجب على الآباء أن يعلموا أولادهم تقبل الطلاق وكذلك يجب على الإعلام والتعليم, ورجال الدين والقانون, أن ينشروا الوعي بين صغار المجتمع حتى يشبوا على احترام المرأة المطلقة. أيضاً على الناس الذين لم يمروا بنفس التجربة أن لا يلقوا باللوم على من يعانون زواجا فاشلا. وبدلاً من ذلك عليهم محاولة فهم حالة الآخرين, بالقراءة والبحث كثيراً, وهذا سيزيد من ثقافتهم، ويجعلهم أكثر عاطفة تجاه النساء المطلقات. واضافت إذا حاول كل فرد من المجتمع تغيير نظرته السلبية فسيتغير المجتمع للأفضل. أنواع المطلقات وعن النساء المطلقات, تقول هناك أنواع من المطلقات في مجتمعنا: منها المرأة المثقفة, الواثقة من نفسها, والتي لا تسمح للمجتمع بأن يؤثر عليها. والتي لديها القدرة على المضي في حياتها بعد تجربة زواج سيئة, معتمدة على علمها ووظيفتها. وغالباً ما ينجحن في حياتهن بعد الطلاق. وهناك نوع آخر، وهي المرأة المطلقة ذات مستوى تعليمي متواضع وثقافة أقل, وغالباً ما تمر بأزمة عاطفية، بسبب الطلاق, وقد تعاني من مشكلات أخرى، سببها اهتمامها بنظرة المجتمع، وقد تصاب بالاكتئاب لذلك. وقت الفراغ وتنصح الأخصائية النفسية جميع المطلقات بأن يشغلن أوقاتهن بممارسة أنشطة جديدة ومفيدة. كأن يكملن تعليمهن أو يحصلن على وظيفة أو يلتحقن بنادٍ صحي. وغيرها من الأنشطة الاجتماعية، التي ستعزز احترامهن لأنفسهن. كما ان هناك كثيرا من المطلقات في حاجة لمساعدة من خبراء الصحة النفسية ولكنهن قد يخجلن من التوجه لعيادة نفسية. والسبب نظرة المجتمع السلبية أيضاً لمن يتردد على العيادات النفسية, أو لعدم توافرها بكثرة في مجتمعنا. الطبيب النفسي كما تنصح المرأة المطلقة التي تشعر بحاجة ملحة في الكلام والتعبير عن مشاعرها، والمطلقة التي ترغب في استشارة نفسية عليها ألا تتردد في الذهاب لأخصائي نفسي، أو على الأقل الاتصال به, لتتلقى المساعدة والتوجيهات الصحيحة. وإذا كانت المطلقة أماً فقد تكون حالتها أصعب من غيرها. فهي وحيدة, وتحتاج لمن يساعدها في رعاية الأطفال، ومن يدعمها مادياً. وأنصح المطلقات الأمهات بتقوية إرادتهن, وإن كانت هناك فرصة في الحصول على وظيفة فلا تتردد أي منهن، من أجل مستقبل أفضل لأبنائهن, ولا مانع في التفكير في الزواج مرة أخرى, فالدنيا ما زالت بخير، والزوج الثاني قد يعوضها، ويحسن معاملة أبنائها. النساء يتهمن الرجال