ترى الدكتورة نادية بو حمد (أخصائية نفسية) ان مجتمعنا يحكم على المرأة المطلقة من خلال سلوكها وتحركاتها. وليس من خلال شخصيتها أو التربية التي نشأت عليها.. تقول: يعتقد الكثير أن من السهل على المرأة المطلقة إقامة علاقات غير شرعية، والقيام بأعمال غير أخلاقية. لذا فإن الكثير من أفراد مجتمعنا لديهم نظرة، أو ردة فعل سلبية للمطلقة، وبالتالي يعاملونها معاملة ظالمة. وعلى الرغم من أن ديننا الإسلام لم يقدم دليلاً يسمح بمعاملة المرأة المطلقة بشكل مختلف عن الأخريات, إلا أن ردة فعل المجتمع مبنية على العادات والتقاليد.. تضيف: هؤلاء الناس ليس لديهم خلفية كافية عن دينهم, وينقصهم العلم والثقافة والوعي. كما ترى الدكتورة نادية أنه لا يوجد حل سهل لجعل الناس في مجتمعنا يغيرون موقفهم, فقد تربوا على أفكار أهاليهم، ومن الصعب أن نغير تفكيرهم بين يوم وليلة. الرهان على الأجيال القادمة ولكنها تضيف: من أجل أجيال أكثر تفهماً وتقدماً في التفكير, يجب على الآباء أن يعلموا أولادهم تقبل الطلاق, وكذلك يجب على الإعلام, والتعليم, ورجال الدين والقانون, أن ينشروا الوعي بين صغار المجتمع, حتى يشبوا على احترام المرأة المطلقة. أيضاً على الناس الذين لم يمروا بنفس التجربة أن لا يلقوا باللوم على من يعانون من زواج فاشل. وبدلاً من ذلك عليهم محاولة فهم حالة الآخرين, بالقراءة والبحث كثيراً, وهذا سيزيد من ثقافتهم، ويجعلهم أكثر عاطفة تجاه النساء المطلقات.. وتضيف: إذا حاول كل فرد من المجتمع تغيير نظرته السلبية فسيتغير المجتمع للأفضل. المطلقات أنواع وعن النساء المطلقات, تقول: هناك أنواع من المطلقات في مجتمعنا: منها المرأة المثقفة, الواثقة من نفسها, والتي لا تسمح للمجتمع بأن يؤثر عليها. والتي لديها القدرة على المضي في حياتها بعد تجربة زواج سيئة, معتمدة على علمها ووظيفتها. وغالباً ما ينجحن في حياتهن بعد الطلاق. وهناك نوع آخر، وهي المرأة المطلقة ذات مستوى تعليمي متواضع وثقافة أقل, وغالباً ما تمر بأزمة عاطفية، بسبب الطلاق, وقد تعاني من مشكلات أخرى، سببها اهتمامها بنظرة المجتمع، وقد تصاب بالاكتئاب لذلك. شغل وقت الفراغ وتنصح الأخصائية النفسية جميع المطلقات بأن يشغلن أوقاتهن بممارسة أنشطة جديدة ومفيدة. كأن يكملن تعليمهن, أو يحصلن على وظيفة, أو يلتحقن بنادٍ صحي. وغيرها من الأنشطة الاجتماعية، التي ستعزز احترامهن لأنفسهن. كما ان هناك كثيرا من المطلقات في حاجة لمساعدة من خبراء الصحة النفسية, ولكنهن قد يخجلن من التوجه لعيادة نفسية. والسبب نظرة المجتمع السلبية أيضاً لمن يتردد على العيادات النفسية, أو لعدم توافرها بكثرة في مجتمعنا. مراجعة طبيب نفسي كما تنصح المرأة المطلقة التي تشعر بحاجة ملحة في الكلام والتعبير عن مشاعرها، والمطلقة التي ترغب في استشارة نفسية عليها ألا تتردد في الذهاب لأخصائي نفسي، أو على الأقل الاتصال به, لتتلقى المساعدة والتوجيهات الصحيحة. وإذا كانت المطلقة أماً فقد تكون حالتها أصعب من غيرها. فهي وحيدة, وتحتاج لمن يساعدها في رعاية الأطفال، ومن يدعمها مادياً. وأنصح المطلقات الأمهات بتقوية إرادتهن, وإن كانت هناك فرصة في الحصول على وظيفة فلا تتردد أي منهن، من أجل مستقبل أفضل لأبنائهن, ولا مانع في التفكير في الزواج مرة أخرى, فالدنيا ما زالت بخير، والزوج الثاني قد يعوضها، ويحسن معاملة أبنائها.