السعوديات ودوامة الطلاق المهلكة ... المطلقة السعودية تدخل دوامة مرعبة تسحبها للداخل لتغرق في تيارها القوي بمجرد تفكيرها بالطلاق .. فهي قد تمر بمرحلة التعليق قبل وصولها للطلاق الرسمي وقد تمر بمرحلة رفض الطلاق من قبل الزوج .. فتبذل كل جهدها لتحصل على ورقة الطلاق التي تعلن حريتها وخلاصها من أسر الزوج وقيده وخاصة لو كان زوج غير جدير بالزواج واب لايستحق الأبوة .. المطلقة السعودية تقف في وجه الريح وحدها لتنال حقها في الطلاق والحرية أحيان تجد العون والنصرة من أهلها وأحيان تساعدها ظروفها المادية على رفع قضية وتوكيل محامي ليخرج لها ورقة طلاقها من براثن الزوج ... تلك كانت المرحلة الأولى في دوامة الطلاق ...الحصول على الطلاق ذاته .. وأتسأل لماذا لاتطلق الزوجة من زوجها طالما لديها حجة قوية وسبب مقنع وخاصة لو فشلت كل محاولات افصلاح بين الزوجين ؟ من حقها أن تطلب الطلاق لتبدأ حياة جديدة لماذا تعيش رهينة لزوج غير كفء قد يكون مدمنا على المخدرات أو هاويا للشراب أو طويل اليد واللسان أو لادخل له ولا يستطيع اعالة أسرته ..أو قام بالزواج عليها ... لكل زوجة سبب مقنع يجعلها تقدم على طلب الطلاق إذن لماذا يحول القاضي بين طلبها وبين طلاقها ؟ ولماذا يعطى الزوج وحده حق التطليق حسب مزاجه ورغبته رغم إن من حق الزوجة طلب الطلاق في حالة تضررها من الزوج وتأكد عدم رغبته في تغير نفسه ؟ زوج وضعه ميؤوس منه والزوجة متضررة ...إذن انهاء تلك الحياة الزوجية البائسة خير لهما من الإستمرار الذي ينتج عنه اطفال بنفسيات سيئة وزوجة محبطة وزوج كاره لزوجته ومنزله .. وماذا بعد الطلاق ..؟؟؟ معاناة في حياة كل مطلقة سعودية ...فهي تعيش مرارة الحياة في حالة وجود أبناء لها حيث يحاول معظم الأزواج تولي حضانة الأبناء سواء كانوا اناثا أو ذكورا في سن الحضانة أو تعدوها ... الزوج عندما تطلب منه الزوجة الطلاق يسعى للثأر لكرامته ويعلن الحرب على الزوجة المطلقة طالما هي التي طلبت وفضلت الطلاق إذن سيحرق قلبها بأخذ أطفالها .. والمحكمة تبرهن على قصص المطلقات الأمهات المحرومات من أبنائهن ولايعرفن أين اختفى الطليق وأين يعيش ؟؟ حتى القوة الجبرية لاتستطيع الوصول إليه ولا أن تطفيء أمومة تلك المطلقة الدائرة في دوامة الطلاق العنيفة ... كثير من الأصوات اليوم تنادي بأن الحضانة من حق الأم المطلقة وأن لها الحق في حضانة أطفالها بنات كانوا أم أولاد وخاصة بعد مقتل الطفلة غصون وأريج وأزهار على يد آبائهم وزوجات آبائهم ... كم طفلة وكم فتاة قتلت على يد والدها والسبب الإنتقام من زوجته المطلقة ناسيا أن الضحية القتيلة هي ابنته ... وتأتي بعد مأساة الحضانة وتربية الأبناء مسألة النفقة فهناك أزواج يرفضون الإنفاق على أبنائهم وخاصة لو عاشوا مع أمهاتهم متعمدين أن يلقوا على كاهلها بالمسؤولية كاملة طالما هي تريد حضانة أبنائها فلتتحمل مسؤوليتهم بالكامل ... ومع كل هذا تتحمل المطلقة عبء تربية أبنائها والصرف عليهم ولكنها تفاجأ بأن طليقها يشترط عليها عدم الزواج وإلا أخذ منها أبنائها ... ومن هنا بدأ زواج المسيار ينتشر في ظل تلك الظروف القاسية للمطلقة فهي تعول أبنائها وتصرف عليهم وفي نفس الوقت ممنوع عليها أن تعيش حياتها وتتزوج .. واقع المطلقات السعوديات أليم بمعنى الكلمة وللأسف لايوجد جهة رسمية مختصة بمشاكل المطلقة ... فالمحاكم حبالها طويلة وليس من قانون يوقف المطلق عند حده ويلزمه بالنفقة واعطاء المطلقة ابنائها في حالة رغبتها بحضانتهم .. حاليا قامت الإعلامية الرائعة هيفاء خالد باطلاق موقعها المخصص عن المطلقات تحت مسمى الطلاق السعودي وقد انشأت مبادرة الطلاق السعودي التي تشمل جميع حقوق المطلقات السعوديات وهذه المبادرة مرفوعة للجهات المختصة ومنها جمعية حقوق الإنسان لتفعيل المبادرة والعمل بها رسميا .. عندما اطالع حال المطلقات السعوديات أرثي لهن وخاصة عندما أسمع عن حقوق المطلقات في الدول العربية والخليجية مواطن قطري أخبرني أن الطلاق لديهم لايتم إلا بعد دخول الزوجين لجان عديدة خاصة بالإصلاح بين الزوجين وبعد أن يتأكد كل من الطرفين أنه لاسبيل لحياتهما معا يتم عرض القضية على القاضي .. اضافة لوجود قانون الزامي لكل زوج يرغب في تطليق زوجته بتوفير السكن للزوجة خاصة لو كان لديهم أطفال دون سن 18 وعليه أن يدفع مصاريف البيت ونفقة الأبناء حتى يصل أصغرهم للسن القانوني وهو 18 سنة ... وبعد وصول الأبناء لعمر 18 سنة يخيروا مابين البقاء مع والدتهم أو العيش مع والدهم ... وهذا القانون يجعل الزوج القطري يفكر مئة مرة قبل اقباله على تطليق زوجته ... وكذلك الحال في مصر حيث تنال الزوجة المطلقة المنزل ونفقة الأبناء ونفقة المتعة وغيرها من الحقوق ... لم يتبقى سوى المطلقة السعودية لتنال حقوقها في المنزل والنفقة وحضانة الأبناء ... اضافة لكل تلك الحقوق المهدرة للمطلقة حق على الدولة بتوفير جهة مختصة بتأهيل المطلقات نفسيا وتدريبهن على مواجهة المجتمع بشخصية قوية ومعنويات عالية كما يحبذ تأهيلهن للعمل بالوظائف المتاحة عبر القطاع الخاص أو العام كي تبدأ المطلقة حياتها من جديد معتمدة على نفسها ومثبتة وجودها وفاعليتها بالمجتمع السعودي وتغير من نظرة المجتمع لها على إنها عالة وعار عليه إلى نظرة محترمة فارضة نفسها وبقوة على المجتمع السعودي كإمرأة عاملة منتجة وذات أهمية بالمجتمع للوطن ولإخراج جيل صالح نافع للوطن ... فالأم العنصر الهام الأول في تربية وتنشئة الأبناء فكيف تربي أبنائها بشكل سليم وهية تعاني من التفرقة والضغوطات النفسية والأزمات المادية ونظرة المجتمع القاصرة لها .. مع خالص تحياتي نصيرة حقوق المرأة السعودية سحر خان