يمثل اليوم الوطني للأمم يوم مجد وسؤدد، ويوم عطاء، واليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يمثل تاريخا بأكمله لكيان قام على الحق وعمل من أجله لبناء وطن أسس على العدل والإيمان، ودولة رسمت لها خطا واضحا وصنعت لها موقعا متميزا بين الأمم وعلى كافة المستويات. ففي هذا اليوم المجيد، الأول من الميزان، تمر بنا الذكرى العطرة ليومنا الوطني، هذا اليوم الحافل بالبطولة والتضحية والاقدام والفداء، يوم سجل فيه تاريخ المملكة العربية السعودية، فتغيرت بعده الأحوال، حتى أصبحت البلاد تحت راية واحدة، وأصبح العباد في وئام وتآلف، يعيشون نعمة الاستقرار، وفي أمن على الانفس والأموال والأعراض، يجمعهم وطن واحد، ويلتفون تحت قيادة رشيدة واحدة. نعم انه اليوم الوطني المجيد، الذي كان بحق فجرا ناصعا مشرقا لتاريخ جديد حافل بكل الإنجازات الخيرة، وكل قيم الحياة النبيلة، وكل المعاني الإنسانية السامية. في هذا اليوم المجيد، توج الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله مسيرة الجهاد الطويلة في سبيل الوحدة والتوحيد، وتوج ذلك الجهد الرائع من الجيل الكريم من المجاهدين آبائنا وأجدادنا، بإعلان هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية، لينزاح عن هذا الوطن كابوس مخيف من طغيان الجهل والأمية والفقر والمرض والفوضى ويبدأ بتسجيل رائع لتاريخ هذا الوطن الكريم، فقد أحال التشرذم إلى وحدة والخوف إلى أمن، والجهل إلى التزام وتقوى باذن الله عز وجل، وطن لا مكان فيه للرغبات والنزوات ولا مأوى للعصبيات ولا التناحرات والخلافات، وهكذا كان مولد هذا الكيان انطلاقة مباركة ليس لشعب الجزيرة فحسب، بل للأمتين العربية والإسلامية جميعا. وبدأت بلادنا منذ ذلك العهد، تخطو خطواتها الثابتة الواثقة نحو التطور والبناء لتحقق تقدما هائلا يواكب ما يعيشه عالم اليوم، فأنشئت المدارس، وشيدت المعاهد، وأقيمت قلاع الجامعات وازدهرت بلادنا، ومازالت في رخاء ونعمة من الله سبحانه وتعالى، فكان بحق يوما تاريخيا وسيظل هذا اليوم راسخا في الأذهان ليس كذكرى عزيزة فحسب بل نبراس للوحدة وللعطاء، ورمز للجهاد والفداء، وعنوان لاجتماع الأمة على قلب رجل واحد في سبيل رفعة راية التوحيد وتحكيم شرع الله القويم، وفي سبيل نماء إنسان هذا الوطن وبنائه كدولة حضارية تقف في مصاف الدول المتقدمة، يعيش شعبها معطيات الحضارة، بكل أمن وأمان في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. وفي هذه المناسبة العظيمة والمباركة يشرفني أن أعبر عن خالص التهنئة وأسمى معنى الولاء والاعتزاز لخادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات المسلحة فهد بن عبدالعزيز (حفظه الله) وإلى سيدي ولي عهده الامين وإلى سيدي النائب الثاني. ولا نملك في هذا اليوم العظيم سوى الدعاء والابتهال إلى الله جلت قدرته أن يمنح هذه البلاد وأهلها الأمن والأمان، والرخاء والاطمئنان إنه على كل شيء قدير وكل عام والوطن بعز وأمان. * وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي