قد تواجه قريبا منطقة غرب افريقيا التي تعاني بالفعل من أسوأ أزمة جراد منذ 15 عاما مشكلات من توالد أسراب جديدة في وقت ما بعد منتصف سبتمبر . وقالت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) ان موجات جديدة من أسراب الجراد ستجتاح دول غرب افريقيا في الاسابيع القادمة لتزيد من تعطيل موسم الزراعة الصيفي وتهدد إمدادات غذائية حيوية. وأوضحت ان "من المرجح أن تظهر المزيد من أسراب الجراد خلال الاسابيع القادمة في غرب افريقيا بما في ذلك تشاد وأن بعض الاسراب قد يصل حتى الى غرب السودان". وأضافت ان هناك مخاطر ضئيلة بشأن امكانية وصول الاسراب الى بوركينا فاسو ولكن الوضع سيعود الى طبيعته في كل من الجزائر وليبيا والمغرب وتونس. واجتاحت موجة كبيرة من الجراد العاصمة الموريتانية نواكشوط يوم الاربعاء حيث التهمت الاشجار وأجزاء من أرضية الاستادات الرئيسية بالمدينة. وأشعل سكان المدينة النيران وأحدثوا جلبة عن طريق رج علب صفيح مليئة بالحجارة في محاولة لابعاد الجراد الذي يستطيع أن يلتهم كميات تعادل نفس وزنه كل يوم. ويصل وزن الجرادة البالغة الى جرامين. وقالت الفاو ان طول اسراب الجراد التي وصلت الى موريتانيا بلغ 40 كيلومترا ونقلت عن مسؤول مسحي كبير يدعى يعقوب حباب شكواه من رؤية ثلاثة أسراب يوميا هناك. وقال "لم أر في عام 1988 خلال أخر هجوم للجراد مثل هذا العدد الكثير من الحشرات". وأضاف "انه مجرد بداية الموسم". وتتألف أسراب جراد الصحراء من نحو 80 مليون حشرة لكل كيلومتر مربع وتقطع أكثر من 130 كيلومترا يوميا وتستطيع أن تدمر حقولا كاملة من المحاصيل الزراعية في غضون دقائق. وتقول الفاو ان ما تم انفاقه من اجل السيطرة على أسراب الجراد في الفترة ما بين عامي 1987 و89 بلغ 300 مليون دولار لكنها أشارت الى انها لم تتلق حتى الان سوى نحو تسعة ملايين دولار من أجل حملة هذا العام. وخصصت الدول المانحة مبلغ عشرة ملايين دولار لكنها لم تصل حتى الآن. وقالت الفاو ان ممثلين عن الدول التسع التي تضررت مؤخرا من الجراد توصلوا خلال اجتماع لهم في الجزائر الى أن أزمة هذا العام قد تكلف 58 مليون دولار على الاقل. وأعلنت فرنسا هذا الاسبوع انها سترسل خبراء الى موريتانيا والسنغال ومالي والنيجر وجميعها من المستعمرات الفرنسية السابقة لتقييم مدى الاجتياح. وستقوم فرنسا باعطاء الفاو مبلغ 300 ألف يورو /700ر361 دولار/ كمساعدات اضافية فضلا عن اقامة مشروع وقائي بتكلفة 5ر1 مليون يورو.