تستضيف ماليزيا الشهر المقبل الجولة الجديدة من المحادثات التمهيدية بين الحكومة الفلبينية وبين الثوار الاسلاميين في مسعى منها لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة، صرح بذلك رئيس الوزراء الماليزي عبد الله بدوي امس. وأضاف بدوي في مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثاته مع رئيسة الفلبين جلوريا ما كاباجال آريو ماليزيا سعيدة للاستجابة للطلب الذي تقدمت به الفلبين من ضرورة أن نسهم في عملية السلام . بدورها قالت رئيسة الفلبين آريو إن الجولة الجديدة للمحادثات بين جبهة تحرير مورو الاسلامية وبين الحكومة الفلبينية ستعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور في منتصف شهر شباط/فبراير المقبل. وقدمت آريو شكرها لبدوي لالتزام ماليزيا بالمساعدة في الجهود التي تبذلها حكومتها لانهاء التمرد في جزيرة ميندناو في جنوبي الفلبين الذي تدور رحاه منذ أكثر من ثلاثة عقود. وأضافت رئيسة الفلبين قائلة إن الشعب الفلبيني يشعر بالامتنان لمساندة ماليزيا التي لا تلين وبصفة خاصة من حيث توفير جسر لا غنى عنه للتفاهم بين حكومتنا وبين متمردي جبهة تحرير مورو الاسلامية. كما تعهد بدوي بتقديم مساعدات التنمية الاقتصادية في ميندناو، مشيرا إلى ضرورة بذل المزيد إن أريد تحقيق السلام في تلك المنطقة. كما عرض رئيس الوزراء الماليزي توفير التدريب للمسئولين في جنوبي الفلبين في مجال الادارة والمجالات الهامة الأخرى. ومن ناحيته قال كبير مفاوضي الحكومة الفلبينية سيلفستري آفابل إن جولة المحادثات الجديدة تستهدف تسوية ثلاث مشكلات رئيسية أثارتها جبهة تحرير مورو الاسلامية تعوق استئناف مفاوضات السلام. وأوضح آفابل أن من بين هذه المشكلات إلغاء أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحاكم الفلبينية ضد قادة الجبهة الذين سيجلسون على مائدة المفاوضات. وكانت رئيسة الفلبين قد أوقفت محادثات السلام مع جبهة تحرير مورو الاسلامية في أوائل العام الماضي عقب سلسلة من الهجمات التي ألقت بمسئوليتها على الجبهة ومزاعم القوات المسلحة الفلبينية أن الجبهة تساند الارهابيين، وبدورها نفت الجبهة وهي أكبر جماعات المتمردين التي تقاتل لاقامة دولة إسلامية في ميندناو منذ عام 1978، الاتهامات بقوة، بل وسارعت إلى تقديم عرضها بمساعدة الحكومة في تعقب الارهابيين والمجرمين في مناطق نشاطهم. وفي سياق آخر ذكرت الشرطة الفلبينية أن نائب حاكم مدينة بإقليم كويزون شرقي الفلبين لقي حتفه امس برصاص أشخاص يشتبه في أنهم من المتمردين الشيوعيين. وأشار المحققون إلى أن إيد دورانتي نائب الحاكم قتل بالرصاص في مدينة بوليليو الواقعة على بعد 120 كيلومترا شرقي مانيلا فور نزوله من سيارة كان يستقلها. وأبلغ شهود عيان الشرطة أن ثمانية رجال اقتربوا من دورانتي وأخبروه أنهم أعضاء في منظمة جيش الشعب الجديد قبل أن يطلقوا عليه النار. ولم يتوصل المحققون بعد إلى دوافع الجريمة ولكن جيش الشعب الجديد ارتكب مؤخرا سلسلة هجمات ضد السياسيين الذين يرفضون دفع (ضرائب ثورية). كما يطالب المتمردون بتقاضي رسوم نظير السماح للسياسيين المرشحين في انتخابات أيار/مايو/ بتنظيم حملات انتخابية. يذكر ان جيش الشعب الجديد هو الجناح العسكري للحزب الشيوعي في الفلبين الذي يشن قتالا ضد الحكومة منذ أواخر الستينات.